عيدٌ يعودُ ولا عُودٌ ولا طَرَبُ! أصُبْحُ عيدٍ وصوتُ الشامِ يُسْتَلَبُ؟ أصُبْحُ عيدٍ وعيدُ الشامِ مُنتَهَكٌ؟ أصُبحُ عيدٍ وقلبُ الشامِ يَلتهِبُ؟ أصُبْحُ عيدٍ ووردُ الشامِ أيقظَهُ قَصْفٌ وخوفٌ تخفّى خَلفَهُ لَهَبُ؟ صوتُ الزمانِ على الشُطآنِ مُختلِطٌ بالدمعِ؛ والدمعُ بحرٌ موجُهُ تَعِبُ أين الحمائمُ؟ كان العيدُ يُطربُها! أزرى بها الخوفُ، أم أزرى بها النَّصَبُ؟ في ذمّةِ الرُّعبِ من في الشامِ صبَّحها بالقتلِ؛ والعيدُ خلفَ البابِ ينتحبُ في ذمّةِ الرُّعبِ من قَتلوا ومن سَلَبوا ومن أراقوا دماءَ الشعبِ واغتصبوا ومن تعدّى حدودَ اللهِ ظلمُهُمُو ومَنْ أيا شامُ: كم عاثوا وكم نَهبوا! ومن يظنونَ أنّ السيفَ عاصمُهُم لا عاصمَ اليومَ فاضَ الغيظُ والغضبُ سَحْقُ الملايينِ نارٌ يلعبونَ بها ستحرقُ النارُ مَنْ -جهلاً- بها لَعِبوا غَضَبُ الشعوبِ كجمرٍ يُستضاءُ بهِ إنّ الشعوبَ لنيرانٌ إذا غَضِبوا شربوا دمَ الشعبِ صُبحَ العيدِ واتّكأوا على الأرائكِ! يا بئسَ الذي شَربوا غضبُ الشعوبِ سيقتلعُ الأولي حَسِبوا دمَ الشعوبِ مُباحاً! بئسَ ما حَسِبوا نَخْبُ الدماءِ سيغلي في حناجِرهم؛ يا شاربي النارَ إنّ الكأسَ يضطربُ في الكأسِ شعبٌ سيفنى من يَغصُّ بهِ يا شاربي النارَ إنّ النارَ تَصطخِبُ من يُبْلِغ الشامَ أنّ اللهَ ناصُرها على الأُسَيْديِّ مَنْ للحقدِ ينتسبُ؟ شعبٌ يصيحُ: أيا اللهُ أنتَ لنا نصرٌ من اللهِ أهلُ الشامِ قد طَلبوا وبابُ ربّكَ مفتوحٌ لطالبهِ للهِ بابٌ وما من دونهِ حُجُبُ بشّارُ فاعلم بأنّ الشامَ غالبةٌ وجيشُ فتنتِكَ البغضاءِ مُنسحِبُ كَرْمُ المذاهبِ كم دنّسْتَهُ سَفَهاً يا زارعَ الحقدِ ظناً أنّهُ عِنَبُ! كلُ الطوائفِ حبُّ الشامِ وحّدَها فاتبع فلولكَ؛ أُسْدُ الشامِ قد غَلبوا هربَ الذين ظننتُم أنّهم سَنَدٌ يا قاتلَ الشامِ مَن وَالوكَ قد هَربوا! يا عُصبةَ الشرِّ إن الشامَ مَقتلُكُم ووعدُها الحقُ يا مَنْ وعدُكُم كَذبُ يا عُصبةً الشرِّ إن الصُبحَ موعدُكُم الصبحُ آتٍ، و شمسُ الحقِ تقتربُ كُن يا لهيبَ اللظى بَرْداً على بَرَدَى صُبّي سلاماً على البارودِ يا سُحُبُ كتبوا على ريشةِ العصفورِ شؤمَهُمو فامسحْ بصوتِكَ يا عصفورُ ما كتبوا وأمطري يا دمشقَ العشقِ أُغنيةً وصفّقي لقدودِ العودِ يا حَلَبُ يا شامُ عودي فعيدٌ لا يعودُ بكِ عيدٌ ستبكي على ساعاتِهِ الحِقَبُ يا شامُ عودي يُغنّي العيدُ مِنْ طَرَبٍ ما العيدُ يا شامُ إلا لحنُكِ الطَّرِبُ يا شامُ يا لُجّةٌ من فِضةٍ سُكِبَتْ أنتِ الكواكبُ والأقمارُ والشُهُبُ شمسُ الحسانِ كما الياقوتِ إنْ سَطَعَتْ لكنّما الشامُ حُسْنٌ شمسُهُ ذَهَبُ