أرجعت المؤسسة العامة للخطوط الحديدة حادثة جنوح قطار الركاب رقم (1) الذي وقع صباح يوم الأربعاء بتاريخ 7 شعبان الماضي، إلى دخول القطار محولة التخزين بسرعة عالية بلغت 119 كلم /ساعة متجاوزاً السرعة المقررة وهي 30 كلم /ساعة ما أدى إلى وقوع الحادث الذي تضمن انقلاب القاطرة وثلاث عربات، وخروج باقي العربات عن مسارها، وإصابة عدد من الركاب. وأشارت المؤسسة في بيان لها أمس إلى أن نتائج التحقيقات التي أجراها الفريق الفني المكلف بهذه المهمة كشفت عن عدم تقيد قائد القطار ومساعده بأنظمة وقوانين وقواعد التشغيل لنظام الإشارات والاتصالات، وعدم اتباعهما مدلول الإشارات، وتجاهلهما التعليمات، ومن بينها عدم قيام القائد بالإبلاغ عن تسليم القيادة للمساعد، وعدم الوقوف التام وإبلاغ ذلك لمراقب سير القطارات قبل أن يقوم الأخير بإعطاء التصريح أو الإذن المناسب، إضافة إلى ضعف الإشراف على العاملين في غرفة التحكم المركزية من قبل رؤساء الوردية. واستندت النتائج إلى أدلة تم جمعها من موقع الحادث والتحقيق مع كل من له علاقة بالحادث وتحديد الأسباب التي أدت إليه، ووضع الحلول التي تمنع تكراره مستقبلاً. وأكدت في بيانها أن تجاوب الجهات ذات العلاقة في الدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر السعودي والجهات الأمنية كافة كان له الأثر الكبير في تسريع عملية الإنقاذ والإخلاء والإسعاف. وأبان التقرير الفني المعد عن الحالة التشغيلية للرحلة، أنها انطلقت بعد استلام تعليمات التشغيل والاطلاع على تقارير الصيانة للقطار، ولم تكن هناك أي ملاحظات، وبالكشف على القاطرة فنياً اتضح سلامة القطار تماماً من الناحية الفنية، وكانت الرحلة مستوفية لكافة شروط ومعايير السلامة، ولا توجد أي عوامل خارجية مؤثرة سواءً من حيث الطقس أوحالة الخط الحديدي، وأن نظام التحكم بالإشارات والمحولات كان يعمل على الوجه المطلوب. وبيّن التقرير أن فترة الراحة المجدولة للقائد والمساعد بين الرحلات كانت كافية ومؤهلة لهما من الناحية الصحية والذهنية للقيام بالرحلات، كما اتضح من معاينة الموقع عدم وجود أجسام أو قطع خارجية أو تخريب في الخط الحديدي أو في المحولات قبل جنوح وانقلاب القاطرة. وأوضح التقرير أن المؤسسة قامت على الفور باتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين آلية الأداء والسلامة، من بينها تعيين خبير تشغيل دولي له خبرة طويلة في مجال إدارة تشغيل القطارات ليتولى المهام التنفيذية لإدارة التشغيل في غرفة التحكم المركزية، حيث قام مباشرة بوضع خطة عمل من ثلاث مراحل يجري العمل على تنفيذها، كما قامت بمتابعة إنهاء تشغيل نظام التحكم الأوروبي في حركة القطارات (ETCS) وإرسال التسجيلات الصوتية التي دارت بين طاقم القطار ومركز التحكم إلى المختبر الهندسي لمجلس سلامة النقل في (أوتاوا) بكندا لتحسين التسجيلات ومعرفة ما دار تماماً من حديث قبل وقوع الحادث، إضافة إلى تقييم المخاطر المحتملة، ووضع مقترحات لتجنبها، وتوزيع الأدوار بشكل أكثر فاعلية، كما أصدرت تعليمات مشددة لمنسوبي التشغيل تلزمهم باتباع قواعد نظام الإشارات، والتقيد بها مع التأكيد على توقيع عقوبات صارمة على كل من يخالف ذلك. وذكرت المؤسسة أنها تأمل أن يكون هذا الإيضاح كافياً من حيث الإجابة على كل التساؤلات ذات العلاقة بهذا الحادث. وقالت إنها يسرها التواصل مع الجميع من خلال موقعها الإلكتروني www.saudirailways.org للإجابة عن أي استفسار أو للتزود بأي معلومات بهذا الشأن.