التحقت ثلاث طبيبات سعوديات بركب المتخصصين في الطب الشرعي في المنطقة الشرقية، الذي يربط القانون بالطب ويُساند الجهات القضائية في كشف ملابسات الجرائم، من خلال المشاهدات الطبيبة المتخصصة بمعالم الجثث والأجساد المعنفة، لكشف حيثيات الجرائم، بينما ما تزال صحة جدة تنتظر تخرج طبيبة واحدة متخصصة في الطب الشرعي، للانخراط في هذا العمل وخدمة الجهات المعنية. والطبيبات الشرعيات هن الدكتورة منال با موسى، الدكتورة داليا آل سيف، والدكتورة سهى الفهيد. سبب الوفاة وتحدثت الطبيبة الشرعية الدكتورة داليا آل سيف إلى «الشرق» وبيَّنت أنَّ تشريحها للجثث لا يقتصر على النساء، مشيرة إلى أصعب المواقف التي مرت بها، وأسباب اختيارها لهذا التخصص. مبينة أنها درست أربعة أعوام لتخصص الزمالة السعودية في الطب الشرعي بعد أن كانت تشغل وظيفة طبيبة في وزارة الصحة، وذلك عبر الابتعاث الداخلي من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية في عدة أقسام، وجزء من الدراسة كانت خارج المملكة، وأضافت أنَّ الدراسة تضمنت مجالات متعددة تخدم الطب الشرعي واصفة المرور بهذه الأقسام بالممتع، مبينة أنَّ طبيعة عملها تشمل معرفة سبب الوفاة، إضافة إلى معاينة ضحايا العنف والاعتداءات. أجسام ميتة وأوضحت آل سيف أنَّ لا علاقة بين الجراحة والطب الشرعي، ولا يشترط على الراغب في الانخراط في هذا المجال أن يمتلك خلفية واسعة عن الجراحة، مبيِّنة أنَّ الجراح سيتعامل مع الأجسام الحية، والطبيب الشرعي سيتعامل مع أجسام ميتة، وأكدت أنَّ حاجة الطب الشرعي للمرأة من أهم أسباب اختيارها لهذا المجال، موضحة أنَّ كثيراً من النساء المتعرضات للإساءة يرفضن أن يكشف عليهن الأطباء الشرعيين الذكور، وأشارت أنَّ المجتمع عامة وعائلتها متفهمين لحاجة وجود المرأة في تخصص الطب الشرعي، منوِّهة إلى عدم اختلاف طبيعة العمل للطبيبة الشرعية بالطبيب الشرعي وتقول» نعاين الرجال والنساء والأطفال، كما لا يقتصر تشريحنا كطبيبات لجثث النساء دون الرجال». جثث الأطفال وبيَّنت آل سيف أصعب المواقف التي مرت بها، حين عاينت جثة لطفلة تبلغ العامين، حيث فارقت الحياة بسبب إساءة أبويها لها بالعنف، مبيِّنة أنها لم تواجه مشاكل نفسية ولم تمر بقلق أو كوابيس، وإن كانت تتأثر من مشاهدة جثث الأطفال الصغار، مضيفة «أصبح تركيزي مع الوقت على رصد أسباب الوفاة، فهي الخدمة الحقيقية التي سأقدمها لهذا المتوفى»، ونوَّهت إلى عدم خلو أي عمل من الصعوبات، مشيدة بالجهود الجبارة التي يبذلها رئيس برنامج الطب الشرعي في الهيئة السعودية للتخصصات الصحيَّة ورئيس القسم في مركز الطب الشرعي، للتقدم بالتخصص فيما فيه مصلحة المراجعين والأطباء العاملين بالقسم. ونصحت الراغبات بالالتحاق بالطب الشرعي بمعرفة طبيعة العمل وما سيواجههن من مشاهدات، فدراسة الطب العام جزء بسيط من دراسة الطب الشرعي، وأضافت» من تجد في نفسها القدرة على تقبل الصعوبات فأنا أنصحها بالانضمام لهذا التخصص». إعمار للطب من جهته، أوضح مدير إدارة الطب الشرعي والوفيات بصحة جدة الدكتور طلال إكرام أهمية وجود الطبيبة الشرعية خاصة السعودية، فوجودها مهم لإعمار الطب الشرعي في حالات الاعتداءات والعنف التي تقع على النساء، وهو يساعد كثيراً على إظهار الحقائق والكشف عما تتعرض له المرأة من اعتداء ، وقال:» هذا لا يمنع أنَّ الطبيب الشرعي يقوم بهذا العمل ولكننا بحاجة إلى طبيبات شرعيات، فغالبية الأسر تفضل وجود طبيبة حفاظاً على الخصوصية لدى النساء». منار الحارثي وبين الدكتور إكرام أنَّ الطب الشرعي في صحة جدة لا يملك أي طبيبة شرعية سعودية، فهم ينتظرون الدكتورة منار الحارثي لتنهي دراستها المتخصصة بالطب الشرعي لتمارس مهامها كأول طبيبة شرعية في صحة جدة، مبيناً أنَّ إدارته ستتعاقد مع طبيبة شرعية من خارج المملكة هذا العام حتى تنهي الدكتورة الحارثي دراستها، وذلك باتفاق مع الإدارة العامة للطب الشرعي في وزارة الصحة وقال:«لنا أكثر من سنة نعمل من خلال الطبيبات المتخرجات بدرجة الامتياز من كلية الطب حديثاً، فنعمقهن بالتخصص أكثر حتى يتقبلنه، ونتوقع أنَّ فترة القبول القادمة للبرنامج السعودي للطب الشرعي سيلتحق به عدد من الطبيبات السعوديات ليكونوا عوناً لنا في محافظة جدة التي يتبعها محافظة الليث ورابغ ومركز أضم، من خلال هذا التخصص»، وأكد إكرام «خلال الأربع سنوات القادمة ستتواجد ثلاث طبيبات شرعيات على أقل تقدير يخدمن محافظة جدة في هذا المجال المهم، وسيتم التعاقد مع طبيبة من خارج المملكة حتى تنتهي الدكتورة الحارثي من دراستها في هذا العام».