أوضح مدير إدارة الطب الشرعي بصحة جدة الدكتور طلال إكرام ل«الشرق» أنه يتم ترحيل ألف جثمان سنوياً عن طريق مطار الملك عبدالعزيز في جدة، من جنسيات باكستانية وهندية ومصرية وأميركية وبريطانية، مبينا أنه يتم تحنيطهم وتجهيزهم ووضعها في التوابيت لترحيلها. وذكر أنَّ الإدارة تستقبل الجثامين المراد ترحيلها من الساحل الغربي، من تبوك شمالاً وحتى جازان جنوباً، وخوصوصاً أنَّ مطار الملك عبدالعزيز المنفذ الرئيسي لمدن المنطقة الغربية، إضافة إلى منافذ في الوسطى والشرقية. وكشف أنَّ إدارة الطب ستستقبل بدءاً من جمادى الآخرة، حالات العنف والإيذاء الأسري، مشيراً إلى وجود ما يزيد عن أربعمائة حالة عنف في مستشفى الولادة والأطفال سنوياً. وأوضح أنَّ إدارة الطب أستقبلت في 1432ه 312 حالة جنائية وشبه جنائية، و119 حالة تشريح، و193 حالة كشف ظاهري، منها 87 حالة سعوديين، و185 غير سعوديين، إضافة إلى أربعين حالة غير معروفة جنسياتهم، وإنهاء 445 حالة وفاة في محافظة جدة. وأضاف أنَّ ستة أطباء شرعيين في إدارة الطب، يعملون إلى جانب فرق الأدلة الجنائية والشرطة وهيئة التحقيق والإدعاء العام في مسح موقع الجرائم، مضيفاً أنَّ دور الطبيب الشرعي يكمن في المساعدة في عملية تحديد سبب الوفاة، والكشف الظاهري على الجثث، لمعرفة إذا كانت تعرضت لعنف وإصابات، وأخذ عينات دم وبول والسائل الزجاجي لإرسالها لمركز السموم لمعرفة نسب الكحول والمخدرات أو أي أدوية مؤثرة تسببت بالوفاة، إضافة إلى إجراء تشريح للجثة في حال طلب ذلك. وتجولت «الشرق» داخل مركز إدارة الطب الشرعي وأوضح منسق الوفيات ومتابع الحالات المتأخرة مع الإدارة الحكومية منصور الحارثي أنَّ أي حالة تجتاز الشهرين لا بد أن تدفن في الحال، حتى إن كان الجثمان مجهول، فبعد حفظها 15 يوم نعمل تحليل (dna) وتصدر نتائجها بعد شهر من رفع العينة، ويخاطب قسم الشرطة لتسليم الجثمان ودفنه عن طريق إدارة التجهيزات. وقال إنه العام الماضي سجل 137 حالة متأخرة، وتقلصت هذا العام إلى 18 حالة، وتم دفنها وإنهاء إجراءاتها، وذكر أنَّ سبب التأخير عدم تفعيل اللجان المسؤولة عن دفن الجثمان وعدم التنسيق قبل استحداث الإدارة، مبيناً أنَّ إدارة الطب تمتلك الثلاجة المركزية التي تحتوي على 270 عين. وأوضح أخصائي الطب الشرعي الدكتور أحمد ناصر، أنَّ بعض الحالات لا نستطيع التوصل لأسباب وفاتها، وخصوصا التي تعفنت أو تحللت، والقليل منها نلاقي فيها مؤشرات تدل على أسباب الوفاة، مضيفاً أن 15 إلى 20% لا لا يتوصل الأطباء فيها لأسباب الوفاة. وأوضح أخصائي الطب الشرعي الدكتور علي رضا أن أغلب الحالات الجنائية التي تعرض عليهم حالات الانتحار شنقاً، وبنسبة عالية، تليها وفيات المخدرات والطعن والضرب والحرق بالنار. وشرحت اخصائية المختبر آمنة الفضل طرق التعامل مع الجثة منذ وصولها وحتى خروجها. وذكر مشرف الوفيات والتحنيط إبراهيم السيد أنَّ آلية استقبال الحالات تكون بأوراق من الحاكم الإداري والأحوال المدنية والسفارة وتصريح الدفن زيادة على ذلك المبلغ المستحق في وزارة الصحة للمالية، وهو ثلاثة آلاف ريال، مقابل الغسل والتكفين والتابوت والدواء الذي يقوم فيه الطبيب المختص بالتحنيط، وتقدم قبل 24 ساعة من استلام الحالة. يذكر أن مركز الطب الشرعي معترف به كمركز تدريب معتمد، وقال مشرف التدريب والتعليم بالمركز الدكتور زهير الوعيل أنَّ هناك تعاوناً بيننا وبين جامعة الملك عبدالعزيز ومستشفيات المحافظة لتدريب الأطباء للحصول على شهادة الاختصاص السعودية في الطب الشرعي، ومدة البرنامج أربع سنوات. منسق الوفيات وفني الأشعة في جولة مع الشرق (تصوير: مروان العريشي)