كشفت أسيرات محررات ل “الشرق” عن تعرضهن للتحرُّش والاعتداء الجنسي على يد سجانين وسجانات في السجون الإسرائيلية. ودعت الأسيرات إلى تدخل عربي وإسلامي لكسر قيد الأسيرتين اللتين مازالتا قيد الاعتقال وتتعرضان لممارسات وحشية يومياً، ولنصرة الأسرى الذين يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام لليوم الرابع عشرعلى التوالي، وطالبن بإنهاء سياسة العزل الانفرادي وسياسة التفتيش العاري وتمكينهم من زيارة ذويهم. وتقول الأسيرة المحررة وفاء البس، التي أفرج عنها ضمن صفقة “وفاء الأحرار” إن جنود الاحتلال بعد اعتقالها على معبر بيت حانون شمال قطاع غزة قبل عدة أعوام كبَّلوا يديها واصطحبوها إلى سجن عسقلان، وهناك تمَّ تجريدها من جميع ملابسها بالقوة وأعطوها ملابس السجن الخاصة. وتضيف “انهالوا عليّ بالضرب ووضعوني على كرسي التحقيق مكبلة اليدين، والقدمين إلى الوراء، وشدّوهما إلى بعضهما وبدأوا بالصراخ وركلي ونعتي بصفات قذرة جداً وألفاظ بذيئة إلى أبعد الحدود، ووضعوا في رأسي كيساً أسود، رائحته نتنة جداً لا تحتمل”. وتتابع “أثناء التحقيق كانوا يرشونني بالماء ويصعقونني بالكهرباء وأوصلوها أكثر من مرة بالمناطق الحساسة، لدرجة أن صراخي كان يزلزل المكان”. وتكشف بعض الأسيرات المحرَّرات أموراً أخطر بكثير مما ذهبت إليه البس لكنهن طلبن عدم ذكر أسمائهن. وذكرت إحداهن أن قوة كبيرة من السجانين المدججين بالسلاح طلبوا منهن عند منتصف الليل أن يفتشوهن تفتيشاً عارياً، وعندما رفضت الأسيرات، اعتدوا عليهن بالضرب، وعلى إثر تلك الحادثة قام أحد الجنود بتفتيش صديقتها عارية، واعتدى عليها وكاد يغتصبها لولا أن الأسيرات أصدرن صوتاً عالياً وصرخن وأنقذنها من يد السجان. وتكشف الأسيرة المحررة أنه تمَّ التحرُّش بها أكثر من مرة على يد المجندات. وتقول “في لحظة اعتقالي كان هناك أربع مجندات أدخلنني وفتشنني تفتيشاً عارياً، وكان أحد الجنود في الغرفة، وعندما رفضت خلع ملابسي أمامه اعتدوا عليّ بالضرب الشديد وخلعوا عني ملابسي بالقوة، بينما كان الجندي ينظر إلي وأنا عارية”. وتضيف الأسيرة وبعد أن دخلت في نوبة بكاء: “كانت هناك مجندة قذرة تدعى نيتشة تعتدي علي، وتحرَّشت بي جنسياً أكثر من مرة، وكانت تأتي مع ثلاث مجندات وتأخذني من غرفتي مساء بحجة الاشتباه بي وأنهن يردن تفتيشي؛ إلا أنها كانت تعتدي عليّ جنسياً بالقوة، وتكرّر هذا الموقف مراراً وتكراراً، وفي كل مرة كنت أشعر بمنتهى الإهانة والقسوة، ومازال هذا الموقف حتى الآن كلما تذكرته يشعرني بالإحباط والضعف النفسي”. وتكشف الأسيرة المحررة (ن) أن السجانات كن يعتدين عليها بالضرب ليلاً ويأخذنها إلى غرفة التفتيش العاري، ويتحرشن بها جنسياً، وكانت تصرخ وتشتمهن إلا أنهن لم يكن يتوقفن. وتقول “عندما ثرت ووقفت معي الأسيرات أخذنني إلى الزنازين تحت الأرض ووضعنني في زنزانة منعزلة لمدة عامين”. أما الأسيرة المحررة (ر) فتقول: “بعد أن انتهيت من زيارة المحامي طلبت مني المجندة أن تفتشني تفتيشاً عارياً، وكان المكان مكشوفاً لكل الجنود والسجانين، وعندما رفضت خلع ملابسي أمام الجميع، أخذ الضابط يصرخ عليّ وهدَّدني بالعزل الانفرادي والضرب، إلا أنني أصررت على الرفض بشدة، وقلت لهم “على جثتي”، لكنهم اعتدوا عليّ بالضرب ومزقوا ملابسي بالإجبار أمام الجميع وأنا أصرخ بشدّة، وكسروا ضلعي الأيسر، ووضعوني في العزل الانفرادي لمدة شهر كامل”.