دخلت الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي يومها الثاني عشر من الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي احتجاجا على إعادة اعتقالها بعد الإفراج عنها ضمن صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، فضلا عن المعاملة غير الإنسانية التي شملت تفتيشها عارية من قبل جنود الاحتلال. وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس "اليوم دخلت الأسيرة هناء شلبي (30 عاما) يومها الثاني عشر من الإضراب عن الطعام وهي مصممة على مواصلة الإضراب احتجاجا على إعادة اعتقالها والحكم عليها بالسجن الإداري ستة أشهر"، مشيرا إلى أنها في الأساس كانت تقضي الاعتقال الإداري عندما تم الإفراج عنها ضمن صفقة شاليط وأمضت 25 شهرا في إطار هذا الاعتقال. وأضاف فارس "عندما اعتقلوها تعرضت للضرب وفي معسكر سالم تم ضربها. سوف نتحدث مع المصريين الوسطاء ونرسل رسائل إلى المنظمات الدولية وسنقوم بحركة شعبية مساندة لمطالبة الرئيس الفلسطيني بالتدخل". ونجحت مصر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد جهود استمرت سنوات في إنجاز صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تمكنت من أسر الجندي شاليط عام 2007، وتم الإفراج عن 1027 أسيرا وأسيرة على دفعتين، غير أن سلطات الاحتلال أعادت اعتقال هناء شلبي من منزلها في قرية برقين غربي مدينة جنين في الضفة الغربية. وقال فارس إنه ستكون هناك اعتصامات يوم الأربعاء المقبل أمام مقار الصليب الأحمر، مشيرا إلى أن إسرائيل "تنتهك القانون الدولي وإلى جانب ذلك تنتهك الاتفاقيات التي وقعتها ولا تحترم الجهات التي توسطت لإنجاز الصفقة وبدون الدور المصري ما كانت الصفقة لتتم. على الرغم من ذلك هناك استخفاف إسرائيلي بدور الجهات التي تدخلت". وأوضح فارس أن "مجموع من تعرضت لهم إسرائيل بعد إطلاق سراحهم ضمن الصفقة 15 أسيرا محررا اعتقلت عددا منهم لأيام في حين بقي منهم في السجن ستة معتقلين تم الحكم وعلى احد منهم بالسجن الإداري إضافة إلى هناء". معاملة لا إنسانية من جهته، أعرب والد الأسيرة هناء عن خشيته على حياة ابنته، وقال "أنا أخشى على حياة ابنتي وأدعو كل الشرفاء في العالم إلى التدخل من أجلها ومن أجل كل المعتقلين. عندما خرجت من المعتقل كانت تريد أن تعيش حياة طبيعية وهي لم تفعل أي شيء حتى يعتقلوها". وأضاف "اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزلنا الساعة الواحدة فجرا يوم 16 من الشهر الجاري وأجرت تفتيشا دقيقا له وقالت إنها تريد اعتقال هناء. تم الاعتداء عليها بالضرب عندما تم وضعها في السيارة الجيب. ابنتي لم تفعل أي شيء منذ الإفراج عنها ضمن صفقة شاليط وهي الآن مضربة عن الطعام منذ يوم اعتقالها وتحويلها للاعتقال الإداري". ونقل الموقع الرسمي لحركة الجهاد الإسلامي التي تنتمي إليها هناء قولها لمحاميها "إن شاء الله سأواصل هذا الإضراب حتى ولو كلفني ذلك حياتي وقد أبلغت إدارة السجن بقراري هذا فزادوا من تهديداتهم وضغوطهم علي بمعاقبتي بالعزل الانفرادي". وأضافت أن إضرابها "جاء نتيجة لتعرضها للضرب الشديد من قبل جنود الاحتلال وسأواصل إضرابي طلبا للحرية والكرامة". وأوضحت هناء لمحاميها كما أورد موقع الجهاد أنها تعرضت في أول يوم من اعتقالها في معسكر سالم شمال فلسطينالمحتلة لمعاملة قاسية وغير إنسانية من قبل جنود الاحتلال، مشيرة إلى أنها قاومت التفتيش العاري غير أن جنود الاحتلال ضربوها بقسوة وأجبروها بالقوة العنيفة على التفتيش العاري وأن أحد الجنود هو من قام بالتفتيش". وقالت إن إدارة السجن عاقبتها بالعزل الانفرادي مدة أسبوع كامل بسبب إصرارها على الإضراب عن الطعام، وإن إدارة السجن أبلغتها أنه بعد انتهاء عقوبة العزل الانفرادي سيتم نقلها إلى سجن الرملة من سجن هشارون. وكان الأسير الفلسطيني خضر عدنان، العضو في حركة الجهاد الإسلامي، قد أنهى الأسبوع الماضي إضرابا عن الطعام استمر 66 يوما احتجاجا على اعتقاله إداريا في السجون الإسرائيلية بعد التوصل لاتفاق بعدم التجديد الإداري له والإفراج عنه يوم 17 أبريل/نيسان المقبل بعد انتهاء الشهور المحكوم عليه بها إداريا، الأمر الذي سلط الضوء على قضية الأسرى الفلسطينيين. وتعتقل السلطات الإسرائيلية في سجونها 4500 أسير وأسيرة منهم 310 يتم احتجازهم إداريا دون محاكمة.