كاد رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، أن يتسبب في أزمة ديبلوماسية مع بلجيكا،على هامش استقباله لوزير خارجيتها ديدي ريندرس، ترافقه وزيرة العدل أنيمي تيرتيلبوم، بعدما كادت الأخيرة أن تنسحب من الاجتماع بداعي أن زعيم العدالة والتنمية، وصفها بالمترجمة الفورية. وأكد بنكيران لضيفه أنه لم يكن في حاجة إلى اصطحاب مترجمة، لأنه يتقن اللغة الفرنسية، وهو ما اعتبرته إهانة في حقها،على اعتبار أنه كان على علم بصفتها السياسية. واستغلت أطراف مناهضة للأجانب وتيارات متطرفة بلجيكا هذا الحدث، للتعبير عن كره المغاربة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعية، بالرفع من سقف المطالب بطرد المغاربة من أراضيها، ردا على تصرفات بنكيران، الذي أكد بأن وصفه الوزيرة بالمترجمة مجرد مزحة فقط، علما أنه معروف بقفشاته المضحكة وأنه رجل نكتة، إلا أن ضحكته هذه، كادت أن تورط المغرب في أزمة هو في غنى عنها، خاصة أن بلجيكا تعد شريكا استراتيجيا للمغرب، في عدة مجالات وتربط البلدين مجموعة من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وشنت العديد من وسائل الإعلام البلجيكية، حملة شرسة على رئيس الحكومة المغربي، مطالبة حكومة بلادها بالرد على ما أسمته الإهانة التي تعرضت لها وزيرة العدل. وتقوم الوزيرة أنيمي تيرتلوبوم، بدورها بحملة ضد بنكيران، وشنت عليه هجوما في الصحافة البلجيكية بداعي أنه «يرفض الحديث إلى النساء، ويزدري المرأة بشكل عام»، مؤكدة أن استقباله لها ولوزير الخارجية، ديدي رانديرس مؤخرا،» كان باردا، وظل ممسكا بالسبحة، ولا يتوجه بالحديث إلا لوزير الخارجية، على أساس أنه رجل». وأشارت إلى أن جميع الملفات الكبرى، التي كان من المفترض أن تتناولها مع بنكيران، من قبيل المساواة بين الجنسين، والزواج الإجباري، وعودة المحكومين بالسجن إلى بلدانهم الأصلية، كما تنص على ذلك اتفاقية الإنابة القضائية بين البلدين، تطرق إليها رئيس الحكومة المغربية مع وزير الخارجية، رغم أن هذه القضايا ليست من اختصاصه كوزير خارجية، معربة عن غضبها ومؤكدة أنه لولا حضور زميلها في الخارجية ديدي ريندرس إلى جانبها ولولا الخشية من التسبب في مشكلة دبلوماسية كبيرة، بين بلجيكا والمغرب، لانسحبت من الاجتماع المذكور». و تحدثت الصحافة البلجيكية عن إديولوجية حزب العدالة والتنمية، حيث ربطت بينها وبين سلوك بنكيران، «على اعتبار أن بنكيران إسلامي متشدد، خاصة وهو يحمل السبحة بين يده»، وبالتالي فقد أسقطت الصحافة البلجيكية سلوك بنكيران على جميع الإسلاميين الذين وصفتهم بالمتطرفين.