في سن المراهقة، تابعت المسلسل الأمريكي الساخر «سابرينا»، ويدور حول فتاة لها قوى خارقة، تستطيع من خلال عصا سحرية أن تحدث تغيُّراً في المشاهد اليومية التي تمر بها، أو يمر بها من حولها، كأن تحضر كتاب المادة الذي نسيته في البيت إلى صفها، أو ربما تساعد التلميذ المنبوذ في المدرسة فيتحملق حوله الطلاب ويتحول بغضهم له إلى صداقة، وغيرها من التغيرات البسيطة التي قد تنقذ مواقف مهمة وكبيرة في حياتها. في تلك المرحلة المتمردة والشقية، كان مصدر إعجابي بالمسلسل، هو قدرة تلك الفتاة على التغير وحسم المواقف لصالح قوى الخير ضد قوى الشر، خاصة أن قوى الخير في ذلك المسلسل كانت متمثلة في عالم الصغار، بينما قوى الشر هي عالم الكبار الذي لا يستوعب أحلام الصغار عادة! لأن حلم التمرد القديم لا يزال يراودني، فتنتابني بين الحين والآخر رغبتي تلك بأن أمتلك عصا «سابرينا»، أخذ السؤال «ما الذي يصنع المعجزات؟» يلح علي، لذا ها أنا اليوم أشرككم لعلنا من خلال تراشق فكري نجد إجابة خلاقة تحدث تغيُّراً! يعد خطاب «مارتن لوثر كنج» «حلمي» عام 1963م، نقطة تحول رئيسية في تاريخ حقوق الإنسان ضد التمييز العنصري. كلمات «لوثر كنج» ذلك الصيف البعيد، نشرت وعي لم يتوقف عند ذلك الجمهور بل تعدت تلك اللحظة، فوقفته الشجاعة هي ما مهد لإرادة مختلفة اليوم كوجود «أوباما» كأول رئيس أفريقي لأمريكا بالأغلبية. يعيش الإعلام ذروته، تصلنا ذبذباته الفكرية وموجاته الصوتية والمرئية بشكل مكثف ويومي، كل هذا الزخم لاشك بأنه يحمل إلينا من أجزاء مختلفة من العالم رياح التغيير، ولكن لا أعتقد بأن علينا أن نتبع الصوت أو الصورة فقط، وإنما أن نفعّل أدوارنا اليومية لتشكل حركة في ذلك الماء الراكد داخلنا، ونقطة ضوء في عتمة الرتابة التي نصنعها بمجتمعاتنا كمتلقيين سلبيين، من هنا ومن داخل ذلك الحلم الصغير بداخل كل منا يحدث التغيير... بإذن الله. كل أسبوع نستضيف كاتبة أو كاتبا ممن لم يغادروا الطفولة.. 2121