كشف مصدر سوداني ل “الشرق” التفاصيل الكاملة لعملية هجوم جيش جنوب السودان على منطقة “هجليج” البترولية الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب. وقال المصدر إن خطة الهجوم على “هجليج” تم إعدادها من قِبَل الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب، باقان أموم أوكيج، والذي زار الخرطوم خلال الأيام الماضية للتباحث مع مسؤولين بارزين في حكومتها. وأوضح المصدر أن الهجوم تم من قِبَل جيش دولة الجنوب “الجيش الشعبي” دون علم الرئيس سلفاكير ميارديت، والذي لم يعلم بأمر الهجوم إلا من “أموم”. وذكر المصدر أن الجيش السوداني كان يمتلك معلومات كافية عن خطة الهجوم على “هجليج”، وانسحب منها عندما اجتاحها جيش الجنوب لكي يعطي انطباعا قصدته الإدارة السودانية، وبالفعل انسحبت القوات السودانية من “هجليج” لتفسح الطريق لقوات جيش الجنوب لدخولها، وبعد وصول الأخير ل “المصيدة”، بحسب وصف المصدر، وإعلان سلفاكير أمام العالم أن قواته دخلت المنطقة، انقضت قوات خاصة سودانية على جيش الجنوب لتكبده خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وتستعيد مجددا السيطرة على “هجليج”. وأشار المصدر إلى أن الفرقة الخاصة السودانية ضربت بقوة وعنف قوات ما يسمى ب “الجبهة الثورية” وقوات حركة العدل والمساواة، مؤكدا أن قوات عبدالواحد محمد نور لم تشارك في الهجوم ضد الجيش السوداني، لذلك لم يشن الأخير هجوما عليها. وتسبب هجوم “هجليج” في خلافات بين “باقان أموم” و”سلفاكير”، بحسب مصادر، اعتبرت أن العلاقة بين الرجلين ساءت لحد بعيد وسط أحاديث عن أن الأول نصب شركا للثاني في إطار الصراع على السلطة في جوبا بين “أموم” الذي يعد نفسه لخلافة “كير”، وحاكم ولاية الوحدة “تعبان دينق” الذي يعد نفسه بديلا ل “رياك مشار” نائب رئيس حكومة الجنوب، والذي بدوره يطمع في رئاسة الدولة الوليدة وفق أسطورة قبيلة “النوير”. في سياقٍ متصل، تشير المصادر إلى ما تسميه نجاح خطة الخرطوم في إفشال الضغوط الدولية التي كانت تريد دفعها للتوقيع على اتفاقات لتسوية القضايا الخلافية العالقة مع دولة الجنوب وفق أهواء الأخيرة، إلا أن هجوم الجيش الشعبي على “هجليج” أحرج الوسطاء الدوليين الذين كانوا يضغطون على الشمال وأظهر جوبا في مظهر المعتدي.