نفى مصدر سياسي سوداني ل “الشرق” أن يكون الخلاف مع الجنوب حول تصدير النفط اقتصاديا موضحا أنه رد سياسي على جوبا التي كانت تدفع للخرطوم مستحقاتها عن تصدير النفط أولا بأول. وأضاف أن الإجراءات التي اتخذتها الخرطوم تجاه جوبا فيما يتعلق بوقف تصدير شحنات نفط الجنوب مجرد رد سياسي على رئيس حكومة دولة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت، بسبب ما أسماه تصرفات جوبا المستفزة تجاه الخرطوم. وأشار المصدر إلى أن رد الخرطوم جاء بعد تحركات سلفاكير الأخيرة في عدد من بلدان الدول الأفريقية المجاورة والمعادية للخرطوم من بينها تحريضه لدولة كينيا وإثارته لملف الجنائية الدولية وحثه نيروبي على ضرورة القبض على البشير، بجانب حديثه في أوغندا عن العرب والزنوج، إضافة إلى تصريحات الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم أوكيج المستفزة للخرطوم بالتصدق والتكرم بمنحها مليارات من الدولارات لملء خزانتها الفارغة والمتعطشة لأموال الجنوب. وقالت الصين أمس إنها تعتزم إرسال مبعوث يسعى للتوصل إلى تسوية لخلاف على رسوم عبور شحنات النفط بين السودان وجنوب السودان يهدد بتعطيل الإمدادات من الدولتين اللتين انفصلتا حديثا وهما من أكبر موردي النفط الخام للصين. وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن المبعوث الخاص لحكومته المختص بالشؤون الإفريقية ليو جويجين “سيزور في الأيام القليلة المقبلة شمال وجنوب السودان لبذل جهود في الوساطة والمصالحة.” وتظهر هذه الخطوة حجم مصالح الصين المتعلقة بالحفاظ على الاستقرار بين السودان وجنوب السودان ، وقال هونغ في إفادة يومية للصحفيين “الصين تبدي قلقها إزاء التوترات في الفترة الأخيرة بين شمال السودان وجنوبه وخاصة إزاء عدم إحراز تقدم في المفاوضات الخاصة بالقضايا المتعلقة بالنفط”، وأضاف “نأمل أن يمارس الطرفان ضبط النفس والهدوء وأن يسويا خلافاتهما بشكل مناسب من خلال المشاورات والمفاوضات.”