أكدت دراسة حديثة أن موقع (يوتيوب) تصدر اهتمامات المراهقين بشكل أكبر وأعمق من الوسائل الأخرى، وفي السياق أكدت نتائج بحث آخر أن شعبية «يوتيوب» تتضاعف في هذه السن العمرية، وتبين أن نجوم «يوتيوب» لديهم قدرة فاعلة في التأثير على المراهقين.. أضيف: (سلباً أو إيجاباً)، هذه الدراسة يجب ألا تمر مرور الكرام، خصوصاً إذا علمنا أن هذه السن تعد مرحلة بناء الشخصية وتكوينها (السيكولوجي)، وبكلمة أدق: ثقافة وأفكار، لا بل وتوجهات الفرد تتشكَّل في غضون هذه الفئة العمرية، وعطفاً تحظى المملكة بثروة (ديموغرافية) هائلة فما يربو على نصف سكان المملكة من فئة الشباب ذكوراً وإناثاً، وهي مرحلة الشروع في صناعة الموارد البشرية الواعدة لجهة التنمية المستدامة، الذي يشكل الإطار العريض لرؤية المملكة (2030)، وهذا ربما يزيدنا حرصاً ممزوجاً بالتوجس، فمشروع الاستثمار البشري سلاح ذو حدين، بمعنى (إما، أو) استناداً على قاعدة تأثره ب(اليوتيوب) وما قد يستجد من وسائل التواصل، بمقتضاه لا بد من التماهي المدروس مع ما يستقطب وإن شئت يستميل الشباب، وهذا يتطلب جملة من التدابير، أهمها تحييد المبتذلين والمهرِّجين الذين لا همَّ لهم سوى الشهرة وجني الأموال (الإعلانات) حتى لو كان على حساب تلويث أفكار متابعيهم وتضحيلها (بما يشبه ضحالة فكرهم!)، وذلك من طريق إحلال شباب على درجة من الثقافة والرصانة الفكرية (ثنيان خالد أنموذجاً) بدلاً من هؤلاء المرتزقة! فالحرب كما نعلم أضحت إعلامية، وأول المستهدفين الشباب.. لا يفوتنا قبل الختام التعويل على دور الأسرة التوعوي والتوجيهي لناحية الأبناء، وأقلُّه تفطينهم بخطورة الانسياق والتبعية على عواهنها، فلا بد أن نكرس فيهم ثقافة (الفلترة) ومعايير التفريق بين الغث والسمين في شتى المناحي. تنبيه مهم: عدد المتابعين وإن كان مليونياً لا يُعتد به كمعيار لاستقامة التفكير ورجاحة الحس الوطني شاء من شاء وأبى من أبى.