يبدو أن تغريدة الدكتور عبداللطيف بخاري ما هي إلا شرارة لموسم أكثر سخونة، ويبدو أيضاً من بعض مفردات التغريدة التاريخية أن كثيرا من الانتقادات الإعلامية لاتحاد الكرة كانت في محلها، ويبدو والعلم عند الله أنها تغريدة لن تبرح الذاكرة الرياضية السعودية كما هو حال «دوري بلا شبهات». في كل الأحوال لستُ مع الدكتور فيما ذهب إليه جملة وتفصيلاً، ولستُ مع ردة فعل رئيس نادي الهلال التي واكبت التغريدة بل وافقتها كثيراً خاصة فيما يمس شخصية الدكتور. الدكتور تحدث عن ترتيبات ومحاولات دنيئة من قبل أعضاء لتنصيب الهلال بطلاً للدوري، بعد غياب خمسة مواسم، ولأنه رجل قانون اختار حاسة الشم للتعبير عن رأيه. الدكتور بتغريدته التاريخية يضعنا أمام تفسيرين: إما أنه لم يحسن قياس ردود أفعال المعنيين بها وأحبابهم من جهة، ومستوى تلقي الوسط الرياضي لمثل هذه الأخبار الحساسة من جهة أخرى، أو أنه يعي ما يقول ويملك عليه أدلة، وفي هذه الحالة أجزم بأن الجميع سيقف إلى جانبه وسيشاركونه في حملته لتطهير زوايا اتحاد الكرة من المفسدين. لقد أزاحت التغريدة التاريخية القناع عن كثير من الإعلاميين الزرق، الذين ثارت حفيظتهم مجرد أن ورد اسم ناديهم، وأولهم رئيس النادي. لا يعني بالضرورة أن يرتب عضو أو أعضاء من اتحاد الكرة الأوضاع لخدمة الهلال تنافسياً، أن تقبل بذلك إدارة الهلال أو شرفيوه أو جماهيره. لا أملك إحصائية لميول أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولا يعنيني كونهم هلاليين أو غير ذلك، كل ما يهمني سلامة المنافسة، وطرد الشبهات من أروقة الاتحاد إن صحت تغريدة الدكتور. الاندفاع الهلالي ليس له ما يبرره، ربما فتح أسئلة كثيرة حول طريقة تفكير بعض أهل البيت الأزرق، وربما أيضاً سمح بتمرير بعض الأفكار السلبية عن الفريق، بل إني أعتقد أن الأولى بالحديث، الأندية الأخرى التي قد تفقد فرصتها في المنافسة جراء محاولة بعض الأعضاء ترتيب الأوراق الهلالية على حد تعبير الدكتور. لقد اشتم الدكتور فساداً وغرد به، وكان الأولى أن يجرب وسائل أخرى قبل أن يشرع إلى صحيفة تويتر الأوسع انتشاراً، فيما يؤكد اتحاد الكرة خضوع الرجل إلى التحقيق عبر اللجنة القانونية حسب ما ذُكر، لكن الناس لن تقتنع بكل ذلك، وسيبقى حاملو حب الكيان الأزرق من أعضاء اتحاد الكرة في مرمى الاتهامات. كنتُ أتمنى أن يُحقق مع الدكتور عبر لجنة محايدة من خارج الاتحاد، وأن تُعلن نتائج التحقيق بكل شفافية، وأن يُجرم الدكتور أوالأعضاء الهلاليون ليُغلق الملف بشكل نهائي.