بطبيعة الحال لا أقصد العائلية التي تؤصل الروابط الأسرية والاجتماعية ولا تلك التي تفضي لتمتين علاقات الصداقة بل غاية القصد (القروبات) التي تنحو لتفتيت الروابط وتأجيج الفرد لجهة مجتمعه وقد تصنع منه خنجراً لطعن خاصرة الوطن، الراجح أنه لا يعي ولا يدري مغبة أفعاله، لأن هؤلاء المؤسسين للقروبات حذرون جداً وحاذقون لدرجة لا يستشعر المشارك إلا بالأمان بل والدفء تحت تأثير شعاراتهم الوطنية بما يزعمون أو يسوفون إن صح التعبير، بأن هدفهم الأسمى الذود عن المجتمع، فالخوف كل الخوف من هؤلاء وليس من يعلنون العداء ويجهرون بحقدهم، فالعدو الأخطر الذي يندس تحت عباءة الولاءات المزيفة ويلتحف بالوطنية، الخطورة تكمن في غسل الأدمغة بحذاقة ومهنية متناهية توهمك بل (تتوهك) فتجعلك لا تكاد تستوعب ما يحاك ويدس من سموم بين السطور، فقد ينساق لهم نخب المفكرين وصفوة الكتاب والأكاديميين ومن أساليبهم الجهنمية (الدنيئة) أنهم يستهلون أجندة افتتاحيات قروباتهم بحوارات بريئة تبعد الشك والريبة، لا بل وتضفي شعوراً بالطمأنينة ما بين سجالات فكرية ودينية وأدعية والشأن المحلي والدراما والشعر والفكاهيات وغيرها من الحوارات التي تلبي وربما تغوي كافة الأذواق والمشارب وشيئاً فشيئاً يكتشف بعضهم وتحديداً (الذين يملكون حدساً وحصافة) أنهم قاب قوسين أو أدنى من التورط والوقوع في فخ مؤدلج وخسيس ينضح بالخيانة ويشرئب للتأليب والتربص للإضرار بالمجتمع ولنضرب مثالاً… قد يردك (فيديو) لإرهابي قبل تنفيذ جريمته.. (التمويه) المعلن ولنقل المكيدة الشجب والاستنكار بينما الهدف الخفي في سياق ما يتفوه به هذا المجرم من تفاهات قد تؤلب وتزرع الفتن في ضعاف النفوس.. أليس ذلك أحد أنواع غسل الأدمغة بل هو أسلوب تحريضي احترافي؟! ونختم بالقول حذاري ثم حذاري من الوقوع في مثل هذه المصائد والشباك الهدامة المفخخة فلا تكن صيداً سهلاً.