هاجمت القوات العراقية مواقع لتنظيم داعش إلى الجنوب من مدينة الموصل أمس؛ إذ يكثف التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة حملته ضد المتشددين على عدة جبهات في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم. وقال ضباط مشاركون في العملية إن القوات العراقية تقدمت في دبابات ومركبات مدرعة باتجاه قرية الحاج علي الواقعة على بعد نحو 60 كيلومتراً جنوبي الموصل تحت غطاء من الضربات الجوية للتحالف ونيران المدفعية. وأرسلت القوات العراقية إلى منطقة مخمور الشمالية هذا العام وبدأت عملية في مارس وصفتها بأنها بداية لحملة أكبر تهدف لانتزاع السيطرة على الموصل أكبر مدينة في قبضة المتشددين. وسيطرت القوات العراقية منذ ذلك الحين على عدد من القرى على الضفة الشرقية لنهر دجلة. وألقى قائد العملية باللوم في بطء وتيرة سيرها على نقص الدبابات، وقال إنه لم يكن لديه ما يكفي من القوات للسيطرة على أراض انتزعت من التنظيم. وأرسل لواء مدرع إلى مخمور الأسبوع الماضي إلى جانب قوارب وجسور حتى تتمكن القوات من عبور نهر دجلة وصولاً إلى بلدة القيارة معقل التنظيم على الضفة الغربية للنهر. من جهة أخرى، قال الجيش العراقي أمس إنه تمكن من تأمين أول مسار خروج للمدنيين الذين يحاولون مغادرة مدينة الفلوجة وقالت جماعة إغاثة نرويجية إن آلاف الأشخاص استخدموه بالفعل للفرار في أول يوم يُفتح فيه. وشن العراق عملية كبيرة لاستعادة الفلوجة معقل تنظيم داعش الواقعة قرب بغداد إلا أن الأممالمتحدة تشعر بالقلق على مصير 90 ألف مدني من المعتقد أنهم محاصرون في الداخل دون طعام أو ماء. وقال العميد يحيى عبدالرسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة إنه تم تأمين طريق الخروج الجديد المعروف باسم تقاطع السلام السبت إلى الجنوب الغربي من الفلوجة. وأضاف "هناك طرق أخرى أعدت مسبقاً لكن هذا الممر هو الأول الذي تم تأمينه بالكامل وهو طريق آمن نسبيّاً". وقال كارل تشيمبري المتحدث باسم المجلس النرويجي للاجئين في العراق الذي يساعد السكان على الفرار من المدينة إن نحو أربعة آلاف شخص فروا خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة عبر تقاطع السلام. وأضاف "نتوقع أن يتمكن آلاف آخرون من المغادرة خلال الأيام المقبلة". وقال عبدالرسول إنه جرى تأمين تقاطع السلام بعد أن طردت القوات العراقية المسلحين من مناطق واقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات في الناحية الأخرى من وسط مدينة الفلوجة على الضفة الشرقية. ولم يذكر عدد المدنيين الذين تمكنوا من الفرار حتى يوم أمس. وقالت الأممالمتحدة في الثامن من يونيو إن أكثر من 20 ألف شخص تمكنوا من الفرار من المدينة والمنطقة المحيطة منذ أن بدأ الجيش العراقي هجومه في 23 مايو. ولكن نقص الطرق الآمنة جعل فرارهم صعباً وخطيراً للغاية. وأفادت تقارير أن عشرة أشخاص على الأقل غرقوا أثناء عبور نهر الفرات. وقال من تمكنوا من الوصول إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة إنهم ساروا لأيام لتفادي نيران القناصة والعبوات الناسفة التي زرعها مسلحو تنظيم داعش على طول الطرق لتأخير تقدم الجيش. وقال مسؤول حكومي إن المتشددين يدافعون بشراسة عن المدينة التي طالما كانت معقلاً للتمرد التي خاضت فيها القوات الأمريكية أشرس معارك أثناء احتلالها للعراق الذي استمر من عام 2003 وحتى عام 2011. ويقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن القوات تتقدم بحذر من أجل حماية المدنيين. ويتلقى الجيش دعماً جويّاً من قوات التحالف بقيادة الولايات المحتدة ودعماً بريّاً من مقاتلين مدعومين من إيران ومقاتلين قبليين. وانتشر المقاتلون المدعومون من إيران خلف خطوط الجيش ولم يشاركوا بشكل مباشر في الهجوم على المدينة لتفادي تأجيج المشاعر الطائفية. ويجري هجوم الفلوجة في نفس الوقت الذي يحرز فيه مقاتلون تدعمهم الولاياتالمتحدة وقوات حكومية سورية مدعومة من روسيا تقدماً في سوريا على الجانب الآخر من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش.