أعلن مصدر عسكري عراقي بارز أمس أن القوات العراقية تنفذ عملية بإسناد جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن للتقدم من المحور الجنوبي باتجاه الفلوجة غرب بغداد، في إطار الهجوم الذي أطلقته قبل ثلاثة أيام لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش. وقال اللواء الركن إسماعيل المحلاوي قائد عمليات الأنبار إن «قوات من الفرقة الثامنة للجيش بدأت صباح اليوم عملية عسكرية واسعة من ناحية العامرية وتقاطع السلام نحو نهر الفرات»، كلاهما إلى الجنوب من الفلوجة. وأضاف أن العملية تجري «بدعم من طيران التحالف الدولي وطيران الجيش (العراقي) ومشاركة مقاتلين من عشائر الأنبار». وركزت القوات العراقية صباح أمس نيران مدفعيتها على الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية بالفلوجة وفقا لما ذكره أحد السكان تم الاتصال به عن طريق الإنترنت. وقال مصدر من مستشفى بالمدينة إن ستة مدنيين قتلوا وأصيب 11 بجروح صباح أمس مما يزيد إجمالي عدد القتلى منذ بدء الهجوم يوم الإثنين إلى 35 قتيلاً هم 21 مدنياً و14 متشدداً. وقالت هيئة إنقاذ الطفولة في بيان أمس إن «قتالاً عنيفاً يجري الآن حول المدينة» ودعت إلى فتح ممرات آمنة للمدنيين بأسرع وقت ممكن. ويبلغ عدد سكان الفلوجة نحو مائة ألف وفقا لتقديرات أمريكية وتقديرات الحكومة العراقية. والهجوم جزء من حملة حكومية لاستعادة أراض سيطر عليها تنظيم داعش في شمال وغرب العراق. واستعادت القوات العراقية الرمادي عاصمة محافظة الأنبار القريبة من الفلوجة في ديسمبر لكنها لم تتعامل بعد مع تحد أكبر يتمثل في الموصل التي يسيطرعليها التنظيم المتشدد وهي أكبر مدينة في شمال العراق. وقال متحدث عسكري عراقي إن القوات تحاول إحكام حصارها للفلوجة بالتقدم على الجبهة الغربية قرب قرية الخالدية. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن في وقت متأخر الإثنين، انطلاق العملية التي طال انتظارها لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) وبعد أقل من يوم واحد فرضت القوات العراقية سيطرتها على بلدة الكرمة القريبة منها. وتمكنت القوات العراقية عبر السيطرة على بلدة الكرمة شمال غرب الفلوجة، من قطع الطريق لمنع وصول الدعم للجهاديين وتهميد الطريق للتقدم وتحرير المدينة. وتفرض قوات عراقية حاليا بمساندة الحشد الشعبي، يمثل أغلبه فصائل شيعية مدعومة من إيران، ومقاتلون من عشائر الأنبار طوقا حول مدينة الفلوجة . لكن تقدم القوات العراقية ومحاصرتها للمدينة يثير مخاوف حول مصير آلاف المدنيين الذين مازالوا محاصرين بداخلها. وتخضع الفلوجة التي تعد حاليا أحد أبرز معاقل الجهاديين في العراق، لسيطرة تنظيم داعش منذ يناير 2014. وتنفذ القوات العراقية هجمات متلاحقة بدعم من التحالف الدولي لطرد التنظيم من مناطق وجهودهم في شمال وغرب البلاد بينها الفلوجة والموصل، وهما من أكبر المدن التي مازالت تخضع لسيطرتهم.