أعلن مصدر عسكري عراقي بارز اليوم (الأربعاء)، أن القوات العراقية تنفذ عملية بإسناد جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن للتقدم من المحور الجنوبي باتجاه الفلوجة غرب بغداد، في إطار الهجوم الذي أطلقته قبل ثلاثة أيام لتحرير المدينة من سيطرة المتطرفين. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن اسماعيل المحلاوي، إن «قوات من الفرقة الثامنة للجيش بدأت صباح اليوم عملية عسكرية واسعة من ناحية العامرية وتقاطع السلام نحو نهر الفرات»، كلاهما إلى الجنوب من الفلوجة. وأضاف أن العملية تجري «بدعم من طيران التحالف الدولي وطيران الجيش (العراقي) ومشاركة مقاتلي من عشائر الأنبار»، المحافظة التي تضم الفلوجة. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن في وقت متأخر الإثنين الماضي، انطلاق العملية التي طال انتظارها لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة (50 كيلومتراً غرب بغداد) وبعد أقل من يوم واحد فرضت القوات العراقية سيطرتها على بلدة الكرمة القريبة منها. وتمكنت القوات العراقية عبر السيطرة على بلدة الكرمة شمال غربي الفلوجة، من قطع الطريق للوصول الدعم للمتطرفين وتمهيد الطريق للتقدم وتحرير المدينة. وتفرض قوات عراقية حالياً بمساندة ميليشيات «الحشد الشعبي»، يمثل غالبيتها فصائل شيعية مدعومة من إيران، ومقاتلون من عشائر الأنبار طوقاً حول مدينة الفلوجة. لكن تقدم القوات العراقية ومحاصرتها للمدينة يثير مخاوف حول مصير آلاف المدنيين الذين مازالوا محاصرين بداخلها. وتخضع الفلوجة التي تعد حالياً أحد أبرز معاقل المتطرفين في العراق، لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منذ كانون الثاني (يناير) 2014. وتنفذ القوات العراقية هجمات متلاحقة بدعم من التحالف الدولي لطرد مقاتلي التنظيم من مناطق وجودهم في شمال وغرب البلاد بينها الفلوجة والموصل، وهما أكبر المدن التي ما زالت تخضع لسيطرتهم. من جهته، حضّ الزعيم الشيعي العراقي البارز علي السيستاني القوات التي تحارب لاستعادة الفلوجة من تنظيم «داعش» على حماية المدنيين المحاصرين في المدينة. وضم السيستاني صوته إلى كثيرين يدعون إلى ضبط النفس في المعركة التي بدأت لاستعادة الفلوجة وهي المدينةالعراقية الأولى التي تسقط في قبضة التنظيم المتشدد في كانون الثاني (يناير) 2014. وقال ممثل السيستاني، الشيخ عبدالمهدي الكربلائي في بيان، إن «السيد السيستاني أكد في مستهل وصاياه على ضرورة الالتزام بآداب الجهاد قائلاً إن للجهاد آداباً عامة لا بد من مراعاتها حتى مع غير المسلمين». قال مستشهداً بحديث نبوي: «لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبياً ولا امرأة ولا تقطعوا شجراً إلا أن تضطروا إليها». وكانت وكالات الإغاثة أبدت قلقها المتزايد إزاء الوضع الإنساني في المدينة المحاصرة منذ نحو ستة أشهر. وحضّت الأممالمتحدة الأطراف المتقاتلة على حماية المدنيين الذين يحاولون الفرار من القتال. ومقتل أعداد كبيرة من المدنيين في المعركة من شأنه تأجيج التوترات الطائفية في العراق. وانتقدت «هيئة علماء المسلمين» في العراق، وهي منظمة سياسية تأسست في العام 2003 لتمثل المسلمين السنة، الحملة على الفلوجة ووصفتها بأنها انعكاس «للروح الانتقامية التي تحملها قوى الشر ضدها من جراء صمودها وإفشالها مشاريع ومخططات الاحتلالين الأميركي والإيراني».