قال نشطاء سوريون على اتصال بمقاتلي المعارضة إن أغلبهم انسحبوا من منطقة بابا عمرو المحاصرة في حمص أمس بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من قصف قوات الرئيس بشار الأسد لهم. وأضافوا أن بضعة مقاتلين بقوا لمحاولة تغطية “الانسحاب التكتيكي” لزملائهم. وناشد بيان باسم المقاتلين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيره من المنظمات الإنسانية “دخول بابا عمرو وتوفير الحاجات الإنسانية لأهلنا في الحي الذين رفضوا مغادرته وأصروا على البقاء في منازلهم المدمرة بالكامل... ويبلغ عددهم حوالي 4000 شخص.” وقال البيان “نحذر النظام من أي أعمال انتقامية تطال المدنيين ونحمله المسؤولية الكاملة عن سلامة الأهالي وأي فعل طائش من هذا النظام وأزلامه سيكلف النظام غاليا.” وظلت القوات الحكومية تقصف بابا عمرو منذ الرابع من فبراير شباط. وقال أحد النشطاء “الجيش السوري الحر وكل المقاتلين الآخرين غادروا بابا عمرو.. لقد انسحبوا.” وقال نشطاء إن “الجيش السوري بدأ عملية دخوله إلى بابا عمرو بواسطة القوات الخاصة لأن الدمار يعيق دخول الدبابات. وتوغل الجنود حتى الآن نحو مائة متر من الناحية الجنوبية.” وأبدى ناشط في في حي بابا عمرو، تخوف أهالي الحي من “إبادة جماعية” قد تنفذها القوات النظامية، مشيرا إلى تجدد القصف العنيف على الحي رغم انسحاب عناصر الجيش السوري الحر منه. وقال الناشط أبو يزن من داخل حي بابا عمرو “السكان هنا يتخوفون من إبادة جماعية”. وأضاف أبو يزن الموجود حاليا في منطقة “انسحب منها الجيش الحر ولم تدخلها قوات الأسد بعد” أن عناصر الجيش النظامي” يعتقلون أي شخص يصادفونه، وأي شخص يشكون فيه يقتلونه فورا بالسكاكين”. وأكد أبو يزن “تجدد القصف العنيف رغم أن الحي بات يخلو تماما من عناصر الجيش الحر” مضيفا “لا أجد سببا لهذا الأمر سوى الانتقام من المدنيين”. وقال أبو يزن إن “المساجد دمرت ولم يبق هناك أي منزل في الحي لم يصب والدول الإسلامية ما زالت تتفرج علينا”. وناشد أبو يزن باسم من تبقى من سكان بابا عمرو “دول العالم وخصوصا الدول الإسلامية التحرك فورا لإنقاذ الشعب السوري فورا من الإبادة”، مضيفا “أنا لا أتخوف فقط على بابا عمرو، بل أيضا على كل المناطق المنتفضة في سوريا”.