نفذ مقاتلو المعارضة السورية انسحابا تكتيكيا من منطقة بابا عمرو المحاصرة في حمص أمس وذلك بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من قصف قوات الرئيس بشار الأسد لهم. وأعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أن قواته نفذت انسحابا "تكتيكيا" من هذا الحي "حفاظا على ما تبقى من الأهالي والمدنيين". وقال نشطاء سوريون إن بضعة مقاتلين بقوا لمحاولة تغطية "الانسحاب التكتيكي" لزملائهم. وناشد بيان باسم المقاتلين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيره من المنظمات الإنسانية "دخول بابا عمرو وتوفير الحاجات الإنسانية لأهلنا في الحي الذين رفضوا مغادرته وأصروا على البقاء في منازلهم المدمرة بالكامل ويبلغ عددهم حوالي 4000 شخص". وقال البيان "نحذر النظام من أي أعمال انتقامية تطال المدنيين ونحمله المسؤولية الكاملة عن سلامة الأهالي وأي فعل طائش من هذا النظام وأزلامه سيكلف النظام غاليا". وقال المرصد في بيان "استشهد 17 مواطنا في بساتين حي بابا عمرو التي اقتحمتها القوات النظامية السورية وبدأت حملة مداهمات واعتقالات فيها". وظلت القوات الحكومية تقصف بابا عمرو منذ الرابع من فبراير الماضي. وأفاد أحد النشطاء "الجيش السوري الحر وكل المقاتلين الآخرين غادروا بابا عمرو.. لقد انسحبوا". وكان مقاتلون يدافعون عن حي بابا عمرو قد ذكروا في وقت سابق أنهم يواجهون ما لا يقل عن سبعة آلاف جندي. وقال مهيمن الرميض وهو مسؤول كبير بالجيش السوري الحر إن أوامر صدرت إلى قوات المعارضة في مناطق أخرى في سورية لتصعيد القتال ضد القوات الحكومية من أجل تخفيف الضغط على حمص التي تتعرض لقصف متواصل بالمدفعية والصواريخ منذ 26 يوما. وقال دبلوماسيون إن الفرقة المدرعة الرابعة بالجيش السوري تشن هجوما من أجل القضاء على المعارضة المسلحة في بابا عمرو. واكتسبت هذه الفرقة التي يقودها ماهر الأسد الشقيق الأصغر للرئيس السوري، سمعة سيئة لاستخدامها القوة بلا رحمة لسحق الانتفاضة على مدى العام الماضي. وفي باريس، أعلن المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم أطياف المعارضة تنظيم تسليم الأسلحة للمعارضين من خلال "مكتب استشاري عسكري" تم إنشاؤه مؤخرا. وقال رئيس المجلس برهان غليون في مؤتمر صحفي "قرر المجلس الوطني "إنشاء مكتب استشاري عسكري مؤلف من عسكريين ومدنيين لمتابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة المختلفة وتنظيم صفوفها وتوحيد قواها ضمن قيادة مركزية واحدة". وأضاف أن المجلس سيعمل على "توفير كل ما تحتاجه المقاومة والجيش الحر من أجل القيام بواجباته الدفاعية على أكمل وجه وتأمين الحماية اللازمة للمدنيين ورعاية الثوار". وتابع أن المجلس "سيعمل على الحيلولة دون حالة التشتت والفوضى في انتشار واستعمال السلاح، ومنع أي اختراقات أو تجاوزات لا تصب في مصلحة الثورة السورية والمصلحة الوطنية العليا". وقال غليون إنه تباحث مع العقيد الأسعد والعميد مصطفى الشيخ الذي يتزعم "المجلس العسكري الثوري الأعلى وهما "موافقان على الانضمام إلى المكتب". ويتخذ المسؤولان العسكريان تركيا مقرا لهما. وكان الأسعد أول من انشق ضد نظام الأسد وشكل الجيش السوري الحر.