في ديوانية المساء الثقافي المصاحبة لمعرض الكتاب الدولي في فندق مداريم الرياض، واصل المثقفون والأدباء مساء أمس الأول حوارهم حول أدب الرحلات ضمن الجلسات الثقافية التي تعقد في الفندق تحت عنوان «الرحلة»؛ حيث تحدث الدكتور عبدالله العسكر عن الهفوات الصغيرة التي نعدها أخطاء كبيرة في كتب الرحالة الغربيين عن جزيرة العرب، واستبعد العسكر أن تكون تلك الهفوات عيوباً في الرحلة وأدبها، وأضاف أن الرحالة الغربيين قبل أن يأتوا إلى الجزيرة العربية يتدربون على اللغة في الشام أو مصر، بل يصل هذا التدريب إلى أن يتعلموا اللغات القديمة أيضا، كما أنهم يحرصون على قراءة ما كتب عن الجزيرة العربية باللغات الأخرى، وذكر العسكر أن ما يتوفر للرحالة الغربي لا يتوفر للرحالة العرب. وأشار العسكر في الندوة التي شاركه فيها الدكتور حسن الفيفي عن الرحلة إلى أن ابن فضلان هاجم الشعوب التي ارتحل إليها ومع ذلك قاموا بترجمة كتابه واستفادوا منه. وأضاف أن الكتب المعربة من الرحلات الغربية توضح أن عدد الرحلات الغربية يصل إلى 35 رحلة، فيما تحدث الدكتور حسن الفيفي عن صورة الآخر في بعض الرحلات العربية، وتلعب الثقافة دوراً كبيراً في تشكيل هذه الصورة، وذكر الفيفي أن تصور الغربيين عن المسلمين قبل القرن السابع عشر الميلادي تشكل عبر القراءة التي اعتبرها الفيفي خطراً على الفكر، وقال «إن الرحالة الفرنسي فولنيْ مثلاً ينطلق من مركزيته الغربية، فيما يرى الرحالة أفوكاي أن المسلم مقاتل شرس يتزوج أربع نساء، وهو جاهل ومتخلف؛ لذلك يستغرب بعض الرحالة الأوروبيين وجود صاحب ثقافة واسعة لمجرد أنه مسلم». وذكر الفيفي أن الرحالة المسلمين لا يستطيعون التعايش مع غير المسلمين؛ لأن الهدف كان تثبيت الصورة السلبية للآخر. وفي المداخلات التي ابتدأها أحد المحتسبين في معرض الرياض الدولي للكتاب بقوله إن أهداف أصحاب الرحلات الغربيين الخفية يمكنها أن تصور الطواف تقديساً للحجر. وتشويه المسلمين هدف من أهدافهم، وأضاف أن الرحالة شوهوا المسلمين. واستدرك المحتسب على الدكتور الفيفي قوله إن الرحالة المسلمين لا يتعايشون مع غيرهم بقوله إن الرحالة الغربيين شوهوا الإسلام والمسلمين فلماذا نتأذى من انتقاد الرحالة المسلمين للغربيين وحياتهم؟! فيما تساءل عبدالمحسن الحقيل عن إمكانية التوفيق بين ما يكتبه الغربيون عنا وما ذكره الدكتور العسكر أن الرحالة الغربيين يتقنون اللغات ويستعدون لتلك الرحلات بشكل جيد؟! فيما علق أيمن العثيم بقوله إن أدب الرحلات ممتع، وإن السرّ وراء احتفاء الغربيين برحلة ابن فضلان أنها كانت المرجع الوحيد الذي احتفى بثقافتهم. وذكر أن أغلب النسخ عن ابن فضلان أخذت من النسخة الإنجليزية، وأشار العثيم إلى أننا لا نقر برؤية من يرى أن كل ما كتبه الغرب مسيء للإسلام والمسلمين، وفي بعض كتاباتهم إنصاف لنا ولإسلامنا. بدوره علق الدكتور عبدالله العسكر على مداخلات الحاضرين بقوله «كلامنا عموميات وليس حديثاً تفصيلياً، ولا يعنينا لماذا جاء الرحالة الغربيون، المهم أنهم أنتجوا لنا كتباً بين أيدينا؟! وتساءل العسكر: لو جاءنا اليوم رحالة غربي لا يعرف من الإسلام إلا اسمه وشاهد ما يفعله الداعشيون في الحسكة وحلب… فماذا ننتظر منه أن يكتب عن الإسلام؟! وأضاف أن رحلات الغربيين برغم ما فيها من إساءة إلا أنها ذات قيمة معرفية كبيرة، وعلينا ألا نأخذ الرحلة على الإسلام كقيمة ولكن نأخذها على ما يطبقه المسلمون اليوم». فيما علق الدكتور الفيفي على المداخلات بقوله «هناك سوء فهم.. الكاتب المسلم حين يكون ناطقاً باسم الدين عليه أن يبتعد عن التعصب ونظرته الذاتية».