يتشدق بعضهم بالقول إن الخدمات الصحية المقدمة من القطاعات الصحية الخاصة هي عمل استثماري كأي عمل آخر، وبالتالي فإن «الحس» الإنساني لا بد أن ينتفي عند طرح موضوع المستشفيات الخاصة، وبعض المستشفيات العسكرية والمستشفيات الحكومية المتخصصة. وتستغرب أن يصدر مثل هذا التصرف من أناس يفترض أن يكونوا كباراً في تفكيرهم، فكون القطاع الصحي الخاص يستثمر في هذا المجال، والمستشفيات العسكرية مخصصة للعسكريين، والمستشفيات الحكومية متخصصة في أمراض معينة فإن هذا لا يعطيهم الحق أن يتخلوا عن إنسانيتهم بأشكالها المختلفة، وتكرار امتناع ومماطلة بعض هذه المستشفيات عن استقبال الحالات الطارئة المنقولة من قبل المواطنين والمقيمين وسيارات إسعاف هيئة الهلال الأحمر رغم أنها تعتبر حرجة، وتتطلب التدخل السريع لإنقاذها، يتطلب القيام بإجراء حازم بمحاسبة ومعاقبة كافة المستشفيات سواء الحكومية أو الخاصة التي ترفض مثل هذه الحالات الطارئة التي هي بين الحياة والموت، بحجة عدم وجود أسرة أو حجج أخرى واهية، وعجيب أن يصدر هذا التصرف من مسلم يتجه بقلبه، وجوارحه إلى ربه خمس مرات في اليوم فهل سيكون مثل هذا الإنسان الذي يرفض هذه الحالات مرتاح الضمير وهو يتصرف مثل هذا التصرف وكأن المريض أو المصاب صاحب الحالة الطارئة ليس إنساناً مواطناً أو مقيماً أو حتى زائراً يجب إنقاذ حياته، أما الاستخفاف بمشاعر ذويه فليست من الإنسانية في شيء. التوجيه الصريح من المقام السامي يتضمن قبول جميع الحالات الإسعافية الطارئة في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة، لذا يجب أن تتحرك وزارة الصحة والجهات الحكومية المعنية بهذه المستشفيات لتطبيق التوجيه السامي الكريم الذي نصّ على معاقبة ومحاسبة جميع المستشفيات، والمستوصفات التي لا تلتزم بذلك، وأن تكون جادة في الشكاوى، التي تتلقاها من المواطنين بشأن المستشفيات التي ترفض استقبال الحالات الطارئة، وأن حياة الناس أمانة يجب المحافظة عليها أرجو ذلك.. والله من وراء القصد.