رغم انتظام الطلاب والطالبات على مقاعد الدراسة، إلا أن بعض المدارس لم تضع جداول الحصص للطلاب بعد، وهو ما يضطرهم لحمل جميع الكتب في الحقيبة وبشكل يومي، الأمر الذي يؤثر على صحتهم، ويحبطهم عن الحضور للمدرسة بسبب ثقل الحقيبة. وفي هذا السياق، أبدى عدد من الأهالي، استياءهم في هذا الجانب، حيث أكدت والدة الطالب علي محمد، أن ابنها يتذمر عند الذهاب للمدرسة بسبب ثقل الحقيبة، وقد غاب في أول يوم دراسي لهذا السبب، مشيرة إلى أن تأخير وضع الجداول ليس في صالح الطلاب، بل إن ذلك يحبط رغبتهم في الحضور للمدرسة، معبرة عن مخاوفها من تعرض ظهر طفلها للأذى بسبب ثقل الحقيبة. فيما قالت فوزية العنزي -والدة أحد الطلاب- إن المدرسين يطلبون من الطلاب ملفات كبيرة لكل مادة، والملف الواحد يفوق حجم الكتاب، الأمر الذي يزيد من ثقل الحقيبة، وترى أن الملف ليس إلا «تحصيل حاصل» لا فائدة منه، مستندة بقولها على تجربتها مع أطفالها الترم الأول، منوهة إلى أنهم يعودون من المدرسة منهكين ومتعبين من حمل الشنطة. فيما عبرت طالبة المتوسطة نوال الشمري أن ثقل الحقيبة أتعبها كثيراً، خاصة بما تحويه من ملفات كبيرة، مشيرة إلى أن جدول الحصص يتغير بشكل مستمر، ما يجعل المعلمات يطالبننا بإحضار جميع الكتب يومياً، وقالت «أظن أن هذه هي معاناة جميع طلاب وطالبات المدارس في المملكة». وعن ثقل الحقيبة المدرسية، أكد استشاري العظام في مستشفى الملك خالد بحائل مصطفى أحمد عرفة، أن الحقيبة المدرسية الثقيلة تسبب إجهاد عضلات وأربطة العمود الفقري، مشيراً إلى أن العمود من الناحية التشريحية عبارة عن مجموعة فقرات بسلسلة الظهر متصلة بمفاصل وغضاريف متشابكة وتتمثل أهميتها في حماية النخاع الشوكي الذي يشكل امتداد المخ وأعصابه، أما الغضاريف فهي وسادة من الأنسجة والأربطة التي تساعد على تقليل الاحتكاك بين الفقرات، مشيراً إلى أن ثقل الحقيبة يؤدي لكثير من أمراض الظهر، أهمها مرض انحناء وتقوس العمود الفقري. وقال «أظهرت الدراسات أن حمل الطالب للحقيبة المدرسية الثقيلة بشكل يومي، ينهك العمود الفقري، فهي فوق تحمله، كما أنها تؤدي إلى ظهور الأعراض المرضية من آلام مزمنة في الظهر وتقلص في العضلات في سن مبكرة، إضافة إلى حدوث تشوهات في العمود، وكل هذا يحدث في فترة النمو السريع للعمود الفقري ويمكن أن يستمر تأثير ذلك على الإنسان إلى مرحلة متقدمة من عمره، وقد لوحظ أن انحناء العمود الفقري يصيب المراهقين أكثر من غيرهم بسبب ثقل الحقيبة المدرسية». وأضاف» بدأنا نلاحظ إصابة من هم أقل من عشرين عاماً بالانزلاق الغضروفي، وكان هذا نادر الحدوث، ولجوء الطلاب للعقاقير في سن مبكرة يؤثر على صحتهم فيما بعد». وبيّن أن الدول المتقدمة لم تعد تعتمد على الكتب كوسيلة للدراسة، بل إن عملية التدريس تتم من خلال الأجهزة الحديثة، التي توفر على الطالب الجهد، حيث يمكنه حمل جهاز لا يتعدى وزنه 2 كيلو جرام، بدلاً عن حقيبة مملوءة بالكتب، ناصحاً باقتناء الحقائب المدرسية ذات العجلات، ليتمكن الطالب من سحبها بدلاً عن حملها على ظهره.