تشكل الحقيبة المدرسية عبئاً وقلقا يومياً للطلاب والطالبات، خاصة المستجدين منهم، فرغم فرحتهم بدخول المدرسة، وشراء حقيبة جديدة تحمل رسوما كرتونية محببة إليهم، إلا أن سعادتهم تغيب بعد استلام الكتب، ويحاولون التخلص من هذا العبء الثقيل على ظهورهم بمجرد دخولهم المنزل، حيث تضم الحقيبة المدرسية للصف الأول الابتدائي 15 كتاباً، بالإضافة إلى علب الألوان والملفات وكراسة الرسم، إلى جانب بعض الكتب الإضافية التي يتم طلبها من قبل المعلمين، الأمر الذي يزيد من ثقلها ويشعر الطلبة بآلام في الظهر والرقبة. غير ملائمة تقول فاطمة العبدالله، والدة الطالبة المستجدة أرياف: إن الكتب المدرسية للصف الأول الابتدائي غير ملائمة لبنية الأطفال، خاصة حينما يكونون من قصار القامة وضعاف البنية. وتضيف: أصبح وزن الحقيبة مقاربا لوزن الجسم، , ويزيد الثقل على الكتف والظهر والرقبة. مقترحة تخصيص خزانة في الفصل لكتب الطلاب، عدا الواجبات المهمة. تشتكي يوميا فيما شارك سابقته أحمد علي، ولي أمر الطالبة المستجدة في الصف الأول الابتدائي ولاء، موضحاً أن طفلته تعجز عن إنزال الحقيبة من الدور الثاني إلى السيارة، فيحملها هو حتى باب المدرسة، فبنيتها ضعيفة جدا. وأضاف”اضطررت إلى تغيير حقيبتها، وشراء أخرى مزودة ب»العجلات» الأمر الذي ساهم في تقبلها الفكرة، رغم رغبتها في حمل حقيبة ظهر كزميلاتها» مطالبا بجمع كافة المواد المتشابهة في كتاب واحد، مثل الدينية، أسوة بكتاب لغتي، فسوف يقلل هذا الأمر من عدد الكتب، مشيرا إلى أهمية النظر في هذا الجانب، والتعرف على نمط البنية الجسمية للطلاب قبل تصميم الكتب. صعوبة النقل كما تعاني والدة الطالبة المستجدة في المرحلة الابتدائية إيلاف، من بُعد منزلهم عن المدرسة، دون وجود وسيلة نقل، فتضطر يوميا إلى حمل حقيبة ابنتها للمدرسة، موضحة أن ست حصص في اليوم كثيرة جدا على استيعاب الطفل. مؤكدة أن طلبات المعلمات تزيد الضغط على الطالبة، إلى جانب الملابس الثقيلة خلال الشتاء، مع ثقل الحقيبة، مشددة على ضرورة إعادة النظر في عددها وحجمها، مشيرة إلى وجود مدارس لم تنزل جداولها، فيضطر الطفل لحمل كتب إضافية، خوفا من العقاب. عواقب وخيمة د.محمد جمال و أوضح استشاري جراحة العظام ومناظير المفاصل في مستشفى الحياة بعسير الدكتور محمد جمال، أنه لا يجب على الطفل أن يحمل أكثر من 15% من وزنه، منوها إلى أن الحقيبة المدرسية أصبحت تشكل خطرا محدقا بأطفال المدارس، وتهدد مستقبلهم الصحي، ما ينذر بعواقب صحية وخيمة. وأشار الدكتور جمال، إلى ما خلصت إليه دراسة ألمانية، وضحت أن طلبة المدارس يعانون من أمراض وتشوهات في العمود الفقري والمفاصل بسبب الحقيبة، وأكدت الدراسة أن 19% من الأطفال دون سن السادسة يصابون بتقوس في الظهر، بينما يصاب 33% من تلاميذ المدارس من سن 12 إلى 14 بهذا التقوس، كما أن 60% من الأطفال يعانون من آلام في الظهر حتى بلوغ ال18 من العمر. فقرات الظهر كما نوه الدكتور جمال، إلى دراسة أجريت في إيطاليا على طلاب المدارس، وخلصت إلى أن الطلبة يحملون أثقالا بنسبة 30% في الأسبوع، ما يؤثر على فقرات الظهر والعنق والكتف وغيرها. وذكر أن الوزن الزائد على جسم الإنسان يؤثر على عموده الفقري بشكل مباشر، ويؤدي إلى وهن وتعب في عضلات الظهر ومفاصل الكتف والقدم، كما يؤدي إلى تأخير نمو الأطفال بشكل طبيعي من حيث الطول، وقد يؤدي إلى مشكلة في الغضاريف مستقبلا، ونوه إلى أن أثر تلك الأوزان لا يظهر عند الأطفال إلا في مرحلة المراهقة، منبها إلى أن هناك دراسة أخرى أكدت أن تجاوز وزن الحقيبة ل10% من وزن الطفل يؤثر على وظائف رئته سلبا نتيجة ميل العمود الفقري جانبا. وأضاف الدكتور جمال «لا بد من توفر بعض الشروط في الحقيبة المدرسية، كأن تكون الأحزمة الخلفية للحقيبة عريضة ومبطنة، لتعمل بدورها على حماية ظهر الطفل». طالبات يحملن الحقيبةالمدرسية