في تناقض عجيب، فتح بابا واسعا للتساؤلات، حيث تضمنت كتب وبروشورات وزعت على طلاب المدارس دروسا تحذر من حمل الحقائب المدرسية ذات الوزن الثقيل، في الوقت الذي يحمل فيه الطلاب الصغار عشرات الكتب والكراسات يوميا إلى مدارسهم، وحذرت من آثار تلك الحقائب على صحة الطلاب والطالبات. وجاءت التحذيرات لتخالف الواقع المعمول به في النظام المدرسي، حيث إن مجمل الكتب ذات أوزان ثقيلة لا تراعي وزن الطفل وحجمه، وركزت التحذيرات الموجهة لإدارة المدارس على مراعاة توزيع أحمال الكتب بوضع جداول مناسبة تراعي وزن الطفل وحجمه، فينبغي ألا يزيد وزن حقيبة الطالب الذي عمره لا يتجاوز 16 عاما على خمسة كغم، بحيث لا يزيد وزن الحقيبة ومحتوياتها بأي حال عن 10 في المئة من وزن الطفل. كما جاء في التوصيات التي استعانت بها وزارة التربية والتعليم عن طريق نشرة صادرة من (أرامكو السعودية) أن على إدارة المدرسة توعية الطالب بطريقة الجلوس في المنزل وداخل الفصل ليخفف ذلك من تكريس آثار ومضار حمل الحقيبة المدرسية طوال ذهابه وعودته من المدرسة، في حين جاءت الإرشادات لأولياء الأمور في كيفية شراء الحقائب المناسبة والتي لا تخلو من التعقيد، وتناسب حجم الطالب ووزنه وعمره، مع توعية الطالب والطالبة بكيفية حمل الحقيبة بطريقة سليمة، لتطلب في الوقت نفسه إجراء فحص طبي دوري للطلاب والطالبات يأخذ في الاعتبار إجراء الفحوص اللازمة للحالات المصابة أو المشتبه بها، مع توفير وسيلة نقل ملائمة في حال كون المنزل بعيدا عن المدرسة، وعدم تحميل الطلاب والطالبات أعباء حمل الحقائب الثقيلة لمسافات طويلة. وانتهت التحذيرات بالوصول إلى الطلاب والطالبات المغلوبين على حمل تلك الحقائب؛ حيث جاء التحذير على عدم حمل تلك الحقائب بإحدى الكتفين أو سحب الحقائب ذات العجلات كون ذلك يسبب انحناءات في العمود الفقري، إلى جانب حملهما على الكتفين على أن يفردهما مع رفع الرأس كي لا يسبب انحناء في الظهر، إضافة إلى عمل تمارين رياضية لازمة لإعادة المرونة للعمود الفقري واسترخائه نتيجة حمل تلك الحقائب. ويرى معلمون ومعلمات أن تلك التوجيهات مثمرة في حال وجود نظام دراسي متوازن، مشيرين إلى أن النظام اليومي المدرسي يخالف تلك التوجيهات كونهم يطلبون من الطالب حمل تلك الكتب وجلبها إلى المدرسة كالمواد العلمية ذات الوزن الثقيل، وهي مواد تأخذ القسم الأكبر من عدد الحصص في الأسبوع، ملمحين إلى أن المدارس تفتقر إلى خزائن مخصصة للكتب من أجل وضع الطلاب لكتبهم. وتساءل المعلمون عن دور الوحدات الصحية المدرسية التي لم تخرج مثل تلك الإرشادات ما جعل الوزارة تستعين بنشرة صادرة من (أرامكو السعودية)، مؤكدين أن مدارس الأخيرة تختلف عن المدارس التابعة ل(التربية) من ناحية مناهجها ومدارسها النموذجية.