ربما لم يكن المنتخب البحريني مرشحاً في أي وقت لإحراز لقب بطولة كأس الخليج مثلما كان في بطولتي 2003 و2004 لكن إقامة البطولة على ملاعبه في الدورة الماضية (خليجي 21) وسقوط الفريق في المربع الذهبي دفعه إلى التفكير بواقعية قبل مشاركته الجديدة في كأس الخليج عبر نسختها الجديدة (خليجي 22) التي تستضيفها السعودية من 13 إلى 26 نوفمبر الحالي. وبعدما كان هدف الفريق في الدورة الماضية هو إحراز اللقب الخليجي للمرة الأولى في تاريخه، أصبح عبور الدور الأول (دور المجموعتين) وبلوغ المربع الذهبي هو الهدف الذي يسعى إليه الأحمر على أن يظل حلم الفريق هو الفوز باللقب إذا نجح في تحقيق هدفه الأول. وكان أمل المنتخب البحريني، في البطولة الماضية ، هو السير على نهج نظيريه الإماراتي والعماني اللذين أحرز كل منهما اللقب على أرضه في عامي 2007 و2009 على الترتيب ليكون الأول له في تاريخ مشاركاته بالبطولة. ولكن الفريق البحريني يسعى حاليا إلى الحفاظ على ما حققه في البطولة الماضية وأن يصل للمربع الذهبي كحد أدنى لطموحاته في خليجي 22 . وعلى مدار 20 مشاركة له خلال البطولات ال 21 السابقة ، كان أفضل إنجاز للأحمر البحريني هو الفوز بالمركز الثاني أربع مرات وذلك في البطولة الأولى بالبحرين عام 1970 والسادسة عام 1982 بالإمارات والحادية عشرة عام 1992 في قطر والسادسة عشرة عام 2003/2004 في الكويت. وتمثل البطولة الخليجية ، إلى جانب كونها هدفا كبيرا لأي فريق يشارك فيها ، وسيلة استعداد جادة قبل أن يخوض الأحمر مسيرته في بطولة كأس آسيا 2015 بأستراليا. ويأمل المنتخب البحريني في أخذ وضعه الطبيعي خاصة وأن البحرين كانت الدولة التي وضعت حجر الأساس في بطولات كأس الخليج بعد أن بثت الحياة في الفكرة السعودية الخاصة بإقامة هذه البطولة. وأخرجت البحرين البطولة من إطار الفكرة إلى حيز التنفيذ بعد عرضها على الإنجليزي سير ستانلي راوس رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في ذلك الوقت أثناء تواجد وفد بحريني في دورة الألعاب الأولمبية بالمكسيك عام 1968 وبعدها تبلورت الفكرة لتصل إلى الشكل الحالي. وشاركت البحرين في جميع دورات كأس الخليج منذ انطلاقها عام 1970 في البطولة الأولى التي استضافتها على أرضها حتى البطولة الماضية باستثناء البطولة الثانية التي انسحبت منها خلال مباراتها مع المنتخب السعودي للاعتراض على التحكيم. وعلى مدار 20 مشاركة سابقة ، خاض المنتخب البحريني 96 مباراة فاز في 30 منها وتعادل في 28 وخسر 38 مباراة وسجل 107 أهداف واهتزت شباكه 123 مرة. وقد تكون خليجي 22 هي الفرصة الجديدة لاستعادة بريق الأحمر الذي سطع بين عامي 2003 و2005 وصعد لأفضل مركز له في التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) حيث صعد للمرتبة 44 في يوليو 2004 . وفي العام نفسه، بهر المنتخب البحريني الجميع من خلال عروضه القوية ونتائجه الرائعة في بطولة كأس آسيا عندما أحرز المركز الرابع له. وكان الفريق على وشك التأهل لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا ولكن الحظ عانده في الخطوة الأخيرة حيث احتل المركز الثالث في مجموعته بالتصفيات الأسيوية ثم عبر عقبة أوزبكستان في الملحق الأسيوي الفاصل ولكنه سقط أمام المنتخب الترينيدادي في الدور الفاصل على بطاقة التأهل في نوفمبر 2005 . وكان هذا السقوط في ختام التصفيات نقطة تحول في مسيرة المنتخب البحريني حيث تراجع منحنى أداء الفريق بعدها ورغم احتلاله المركز الثاني في خليجي 16 مع مطلع عام 2004 ثم المركز الثالث في خليجي 17 في نهاية العام نفسه الذي شهد إنجازه الأسيوي ، سقط الفريق في المربع الذهبي لخليجي 18 عام 2007 . كما سقط الأحمر للمرة الثانية في الخطوة الأخيرة على طريق كأس العالم وفشل في بلوغ مونديال 2010 بجنوب أفريقيا رغم عبور العقبة السعودية في الملحق الأسيوي الفاصل قبل أن يسقط أمام نيوزيلندا في الدور الفاصل على بطاقة التأهل في نوفمبر 2009 . وبعد انتهاء مسيرته في تصفيات كأس آسيا 2015 ، استعد المنتخب البحريني لخليجي 22 من خلال بعض المباريات الودية التي شهدت نتائج جيدة في مجملها حيث فاز الفريق على الكويت 1/صفر وسنغافورة 2/صفر وتعادل مع كوريا الشمالية 2/2 ومع أوزبكستان والعراق سلبيا. ويضع الأحمر أملا كبيرا على مديره الفني العراقي عدنان حمد الذي يمتلك خبرة كبيرة اكتسبها من العمل مع المنتخبين العراقي والأردني حيث كانت له صولات وجولات يشهد لها الجميع مع الفريقين إلى جانب خبرة أخرى من العمل على مستوى الأندية. وتمثل خليجي 22 الدفعة المعنوية التي ينتظرها عدنان حمد لفريقه قبل خوض فعاليات كأس آسيا. ويعتمد حمد على مجموعة متميزة من اللاعبين تجمع بين العناصر الشابة وأصحاب الخبرة ومن أبرز نجوم الفريق عبد الله المرزوقي ومحمد سالمين وفوزي عايش وجيسي جون وإسماعيل عبد اللطيف وداوود سعد. ولم تخدم قرعة البطولة المنتخب البحريني حيث أوقعته في مواجهة المنتخب السعودي القوي إضافة للمواجهة المرتقبة مع المنتخب القطري في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الأولى والتي ستتكرر بعد شهرين خلال الدور الأول لكأس آسيا. ولكن المنتخب البحريني سيستهل مسيرته في البطولة بأسهل مواجهة ممكنة، على الأقل من الناحية النظرية ، حيث يلتقي نظيره اليمني يوم الخميس المقبل قبل المواجهة المرتقبة مع أصحاب الأرض في الجولة التالية.