فجر المنتخب البحريني لكرة القدم مفاجأة من العيار الثقيل وتأهل للمربع الذهبي في بطولة كأس آسيا الثالثة عشرة والتي استضافتها الصين قبل أن ينهي مسيرته في البطولة بإحراز اللقب الرابع ليؤكد أحقيته بأن يكون أفضل المنتخبات تطورا في العالم لهذا العام. ولكن الحظ أدار ظهره للمنتخب البحريني (الأحمر) في السنوات التالية وغاب عنه التوفيق في اثنتين من أحرج الفترات في تاريخه حيث فشل في بلوغ نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين بسبب الإخفاق في الخطوة الأخيرة. وفشل المنتخب البحريني في عبور الدور الفاصل لبلوغ نهائيات كأس العالم 2006 فأهدى بطاقة التأهل للمنتخب الترينيدادي ثم كرر ذلك في الدور الفاصل لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وأهدى البطاقة لنظيره النيوزيلندي. ولم يظهر الفريق بنفس المستوى الذي أظهره في كأس آسيا عام 2004 عندما خاض البطولة التالية عام 2007 ليخرج من الدور الأول (دور المجموعات) للبطولة. ولذلك ستكون بطولة كأس آسيا الخامسة عشرة التي تستضيفها قطر من السابع إلى 29 يناير الحالي فرصة جديدة أمام الأحمر لاستعادة بعض بريقه بعدما أظهر وجهين متناقضين تماما على مدار عقد من الزمان. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب البحريني يقدم دائما الأداء الجمالي الذي يسعد جماهيره وأنصاره ويبهر عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان ولكنه يفتقد أحيانا للدقة والحسم المطلوبين أمام مرمى المنافسين. وعانى المنتخب البحريني كثيرا من عدم قدرته على هز الشباك خاصة في المباريات التي تقام على ملعبه وذلك على الرغم من الأداء الجيد والفرص العديدة التي تتاح له أمام مرمى منافسيه. ويشارك المنتخب البحريني في بطولة كأس آسيا للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في تاريخه حيث سبق له أيضا أن شارك في بطولة عام 1988 والتي أقيمت في قطر أيضا. ورغم فشل المنتخب البحريني في بلوغ نهائيات المونديال وسقوطه المبكر في الدور الأول لبطولة كأس الخليج الماضية (خليجي 20) التي استضافتها اليمن قبل أسابيع قليلة ، ما زال الفريق من أفضل المنتخبات تطورا في المستوى على مدار العقد الأول في القرن الحادي والعشرين. ويحتاج الفريق إلى عبور الدور الأول في كأس آسيا 2011 بقطر ومحاولة بلوغ المربع الذهبي لتعويض جماهيره عن كبوة الفترة الماضية. وتأهل المنتخب البحريني إلى نهائيات البطولة بعدما احتل المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات خلف المنتخب الياباني ومتفوقا على منتخبي اليمن وهونج كونج. وجذب المنتخب البحريني الأنظار إليه في بداية مسيرته بالتصفيات من خلال الفوز على نظيره الياباني ولكنه خسر خارج ملعبه أمام كل من اليابان واليمن ولكنه حجز مكانه في النهائيات بعد الفوز على هونج كونج. ورغم تمتع المنتخب البحريني بإمكانيات فنية وكذلك بخبرة رائعة لدى لاعبيه تؤهلهم للمنافسة في البطولة فإن الفريق يواجه أكثر من عقبة صعبة في طريقه. ويأتي في مقدمة هذه العقبات أن استعدادات الفريق لم تكن على الوجه الأكمل في الفترة الماضية بعدما استقال مديره الفني النمساوي جوزيف هايكرشبيرجر قبل أيام من انطلاق فعاليات خليجي 20 ليربك حسابات الأحمر. وتولى المدرب الوطني سلمان شريدة المسئولية في وقت صعب للغاية ولفترة زمنية قصيرة قد لا تساعده في التعامل مع بطولة كبيرة بحجم كأس آسيا. وما يزعج الجماهير البحرينية بالفعل هو أن خبرة شريدة المحدودة بمثل هذه البطولات الكبيرة سيكون عائقا كبيرا للفريق في مواجهة فريقين بارزين مثل المنتخبين الأسترالي والكوري الجنوبي اللذين يتنافسان معه ومع المنتخب الهندي في المجموعة الثالثة بالدور الأول لكأس آسيا. ولذلك ، يعلق الفريق وجماهيره آمالهما على خبرة وإمكانيات لاعبين مثل جيسي جون وعبد الله فتاي وسلمان عيسى وفوزي عايش وحسين علي بابا وقدرتهم على عبور هذه العقبات.