من يريد سيرته.. فليعد إلى كتابنا: "من روادنا التربويين المعاصرين".. عرفته من عقود.. صديقاً وزميلاً في دار التوحيد بالطائف.. ثم عمل بكلية التربية في مكةالمكرمة.. عفيفاً، ودوداً، يلقاك بابتسامة مشرقة، حيياً، هادئ الطبع، صاحب رؤية ثاقبة.. عمل معلماً ومديراً لمتوسطة أبي محجن بالطائف. أتذكر لقاءاته وحواراته وآراءه النيرة، خلال اجتماعاتنا مع زملائنا في تعليم الطائف (من تعليم الغربية). وما ذهبت إلى الطائف لتفقد أمورها التربوية إلا سمعت عنه خيراً من الزملاء في إدارة التعليم. وعرضت عليه أكثر من مرة أن يترك إدارة أبي محجن المتوسطة ويلتحق بمجموعة الموجهين لتكون الاستفادة منه أعم لكنه يعتذر في كل مرة. إنه من أولئك التربويين الذين يتعشقون العمل المدرسي الميداني المباشر مع الطلاب وأولياء أمورهم. وهو يذكرني بالأستاذ المميز صالح البليهد مدير ثانوية الطائف "رحمه الله" وبالأستاذ محمد الشبل مدير الثانوية العزيزية بمكةالمكرمة الذي عرضتُ عليه إدارة التعليم بمكةالمكرمة فاعتذر قائلاً: إني للعزيزية الثانوية فقط.. ومنها أتقاعد.. وهكذا كان "أطال الله عمرة". وهكذا كان الأستاذ جميل عبدالجبار مدير الشاطئ الثانوية الذي عرضتُ عليه عملاً رئيسياً بتعليم جدة فتمانع لولعه بالعمل المدرسي الميداني وهو ما كان حتى تقاعده ووفاته "رحمه الله". ومثل الاستاذ خالد كثيرون من استمتعوا بعملهم التربوي المباشر في جدةومكةالمكرمةوالطائف.. فكان أن تميزوا بعملهم الخلاق وبحب تلاميذهم ومجتمعهم وزملائهم. إن الإنسان ليتغشاه الحزن عندما يرى زملاءه من أصحاب السمت والسمعة الحسنة يغادرونه واحداً تلو الآخر، وينسلّون من حياتنا بصمت ولكن إلى حياة أفضل في رحاب الله إن شاء الله تعالى. إن الأستاذ خالد من ثلاثة من أسرة الزامل ملأوا العمل التربوي في الطائف سمعة وشهرةً وتميزاً بعلمهم الوافر وبثقافتهم وحس تعاملهم مع كل من عرفهم. إنهم: الأستاذ عبدالله بن حمد الزامل "رحمه الله" الموجه الفطن في منطقة الطائف التعليمية. الذي ملأ مدارسها بتوجيهاته وبأبوته الفذة لأساتذتها ومديري مدارسها. والأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن الزامل "أطال الله عمره" المدير الإداري العام لإدارة تعليم الطائف التي استقامت على يده وحقق لمدارسها مشاريع كثيرة جداً أنقذها من دور الاستئجار أو المباني المبسطة التي لا تليق بعمل تربوي جاد. ثم ها هو ثالثهم الأستاذ خالد الزامل يرحل عنا بعد أن حقق سمعة واسعة وأداءً نقياً جميلاً. رحمه الله ورحم كل زملائه الذين افتقدناهم.. وبفقدهم لا نجد من يسدَّ مسدهم بمثل قاماتهم السامقة وبعلمهم الواسع.. وصدق رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" حين قال (إن العلم لا يرفع لكنه يرفع بموت العلماء..) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. رحم الله خالد الزامل.. وجعل في خلفه البركة وبعضهم يعمل على أثره في حقل التعليم.. والعزاء الصادق إلى ذويه وزملائه وإلى كل محبيه في أي مكان.. والله المستعان. * مدير عام التعليم بالمنطقة الغربية سابقاً