بين يدي كتاب إعلامي لطيف ألفه الزميل الصحفي الصديق خالد محمد الحسيني سجل فيه عصارة خبرته في مجال التربية والتعليم «عمله الرسمي»، وفي الصحافة التي تعاون مع عدد من صحفها على مدى نحو أربعة عقود وكان منها البلاد و «عكاظ» والرياض والندوة، وقد قدم للكتاب القائد الصحفي الكبير الدكتور هاشم عبده هاشم الذي يعتبره المؤلف أستاذه الأول في مشوار الصحافة ولا أدري من هو أستاذه الأخير!، وكان التقديم عبارة عن شهادة يعتز بها الحسيني لأن الدكتور هاشم وصفه بأنه ذو حاسة صحفية متوقدة وأنه صادق الانتماء لمهنته ملتزم بعمله محترم لقرائه عاشق للصحافة. أما المؤلف فقد ذكر في مقدمة كتابه كيف بدأ ارتباطه بالصحف قارئا ثم متعاونا مع الصفحات التي تهتم بأخبار المدارس، ليعلم من زميل له عن حاجة البلاد لمحرر متعاون في مكتبها بمكةالمكرمة، فكان أول لقاء له مع كل من الأستاذ عبدالمجيد شبكشي رحمه الله رئيس التحرير والأستاذين عبدالغني قستي رحمه الله وهاشم عبده هاشم أمد الله في عمره، وكانا يعملان مديرين لتحرير جريدة البلاد «وابتدأ المشوار!» وقد تصفحت الكتاب فوجدت الحسيني يتحدث فيه عن مواقف مرت به أو أعمال صحفية قام بها.. فيها شيء من الطرافة والإحراج ومنها أنه استطاع إجراء اللقاء الصحفي الوحيد مع المؤرخ والخطاط المكي الشهير الشيخ محمد طاهر الكردي، الذي كتب سورة الإخلاص على حبة أرز وآية الكرسي على بيضة صغيرة وبخط مقروء، ومنها أنه اتفق مع زميله الأستاذ عدنان باديب رحمه الله الصحفي بجريدة الندوة على نشر لقاء صحفي مطول اشتركا في إجرائه مع أمين العاصمة المقدسة في صحيفتي الرياض والندوة بالتزامن، ولكن الحسيني «ختل» صاحبه ونشر اللقاء في الرياض قبل يوم من الموعد المحدد نشره في الجريدتين، وقد عاتبناه على ما فعله ولكنه أصر على أن الصحافة شطارة !، ومنها أنه أجرى لقاء مع مسؤول من دولة إقليمية فأهداه ذلك المسؤول خاتما من فضة فظن المرافقون الأمنيون بالحسيني الظنون فتدخل الأستاذ عبدالمجيد شبكشي ومدير الفرع الأمني بمكةالمكرمة وأنهوا الموضوع بسلام، ولم يفصح المؤلف عن اسم الضيف المسؤول ولا عن اسم دولته ولا أدري إن كان ذلك من عنده أم من قلم الرقيب !، ومن ذلك أنه شهد «الملاسنة» التي حصلت بين بعض مرافقي الرئيس الهالك معمر القذافي ورئيس شؤون الحرمين الشيخ ناصر بن حمد الراشد رحمه الله عندما أراد مصور الرئيس تصويره في جوف الكعبة فمنعهم الشيخ الراشد وكان له ما أراد، وكان ذلك بحضور أمير مكةالمكرمة ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله، وتطرق الحسيني إلى مركاز الصحفيين بمكةالمكرمة ومن كان يشهده من رجال الصحافة ليليا، فألمح إلى أن النقاش يسخن في بعض الأحيان قبل عودته إلى وضعه الطبيعي، ولكنه نسي أو تناسى أنه كان القاسم المشترك في ما كان يحصل من مناوشات ومشادات صحفية وأنه كثيرا ما كان «يكش التراب» ! أما حياته التربوية كمعلم ومدير مدرسة فهي حياة حافلة بالنجاح والتفوق واستلم إدارة مدرستين بأم القرى، فصنع لهما سمعة حسنة جعلت العديد من أولياء أمور الطلبة يسعون ليكون لأبنائهم مقعد دراسي فيهما، ولما عزم على التقاعد تشبث به مسؤول تعليم بمكةالمكرمة ولكن أصر على التقاعد المبكر من عمله التربوي إلا أنه لم يزل يشارك في العمل الصحفي من خلال جريدة البلاد ويتواصل مع المجتمع الذي تربطه برجاله صداقات واسعة. وقد جعل لكتابه ملحقا من الصور التي نشرت مع أعمال صحفية قام بها أو مناسبات اجتماعية ثقافية حضرها، فكانت صوره في بداية حياته الصحفية تظهره نحيلا رقيق الملامح، ثم ما لبث أن اكتنز جسده فصار على ما هو عليه الآن !!