في مساء يوم الاثنين الحادي عشر من شهر ذي القعدة 1435ه أانتقل إلى رحمة الله تعالى بمدينة الرياض الأخ والصديق المحب الأستاذ خالد بن حمد بن عبدالله الزامل - أبو طارق - بعد معاناة مع مرض ألزمه الفراش مدة وقد كان لنا - رحمه الله - نِعم الأخ والصديق والزميل منذ سنيّ الدراسة الأولى في مدينة مرات في أوائل السبعينات الهجرية حيث أكمل دراسته بمدرسة دار التوحيد بالطائف وأنهى دراسته الجامعية بكلية الشريعة والتربية بمكة المكرمة عام 1382ه ، لينتظم بعدها في سلك التعليم مدرساً بمدرسته التي تخرّج منها (دار التوحيد) المتوسطة والثانوية ثم مديراً لمتوسطة أبي محجن الثقفي بمدينة الطائف أيضاً لينتقل بعدها إلى جهاز إدارة التعليم موجهاً تربوياً مع أخيه الأستاذ المربي الناجح عبدالله بن حمد الزامل - رحمه الله - وزملاء فضلاء آخرين، حيث أتيح له خلال جولاته التوجيهية لمدارس المنطقة في الطائف وخارجها خدمة الكثير من مدن وقرى المنطقة في مجال عمله التعليمي والتربوي .. وبعد استقرار سكني طويل بمدينة الطائف وحصوله على التقاعد آثر الانتقال بعائلته إلى مدينة الرياض منذ حوالي خمسة عشر عاماً، وقد كانت له جهود طيبة في الخدمات التنموية والخيرية في مدينته مرات، كما كانت له إسهامات ملموسة ونشاط في إنشاء النادي الأدبي والثقافي الذي أقامه في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات الهجرية في مرات شبابها الذين كانوا يجتمعون فيها بعد عودتهم من دراساتهم في الرياض ودار التوحيد بالطائف أثناء العطل الصيفية، وكان لهذا النادي الذي استمر عدة سنوات صدى واسع آنذاك في منطقة الوشم، وقد كان لوفاته مؤخراً رحمه الله وقعٌ مؤلمٌ بين أهله ومحبيه وزملائه وعارفيه وجيرانه الذين توافدوا على منزله للتعزية والمواساة والدعاء، فجزاهم الله خيراً وأسبغ عليه وعلى جميع موتى المسلمين رحمته ورضوانه، وقد وجدت من حق أخوّته وصداقته ووفاءً له ولأسرته الكريمة من زوجة فاضلة وبنين وبنات أعزاء كانوا بارين به تمام البرّ في صحته ومرضه أن أشاركهم وأقاربهم الكرام الأوفياء الأسى في مصابهم بإبداء بعض المشاعر الأخوية الصادقة في أبيات متواضعة قلت فيها: فَقْدُ الأحبةِ يجرحُ الأكبادا ويُلوِّعُ الأبناءَ والأحفادا فالأهلُ طُراً يَكتوون بلوعةٍ والأصدقاءُ تجرّعوا ما كادا فرحيلُ خالد قد أناخَ بِسَاحِنا فأشاعَ فينا الحُزنَ والأنكادا قد غابَ عنا شخصُهُ .. لكننا ببنيهِ نلقى البِشْرَ والإسعادا كان العطوفَ على ذويه جميعهم وعلى الأحبة فضلُه قد زادا أمضى بِساحِ العلمِ زَهرةَ عُمرِه سائلْ ثقيفَ .. شبيبةً وبلادا في سيرةٍ علميةٍ ومسيرةٍ كسِبَ الجميلَ وزاحمَ الروّادا فاللهُ يوليهِ جزيلَ ثوابِه ويَعمُّ بالحسنى له الأولادا والله يحفظ أهلَنا وبلادنا ويَصدُّ عنها الشرَّ والحُسَّادا صَبراً جميلاً يا أحبةُ.. إنه قَدَرٌ.. طوى الآباءَ والأجدادا غفر الله للزميل المحب الغالي ورحمه وبارك في عقبه.. وخلفه فيهم خيرا.. والحمدلله رب العالمين