تتعرض حدائق جدة ومزروعاتها في الكثير من أجزاء المدينة إلى العبث والجفاف بسبب عبث الشركات المختلفة في جدة التي تعمل في حفر شوارع المدينة، حيث تقوم بتعطيل وتكسير شبكات المياه الخاصة بزراعة الحدائق والمزروعات في الشوارع والأحياء ويتأخر إلزام تلك الشركات بإعادة ما أفسدته وقت طويل يؤدي إلى موت وجفاف تلك المزروعات بشكل كامل وهذا يؤدي إلى أن مدينة جدة تفقد سنويا أكثر من 200 مليون ريال بسبب هذا العبث المتواصل، الأمر الذي يعد هدرا غير مبرر للكثير من الأموال المعتمدة من ميزانية الأمانة للتشجير والتجميل. ويلعب عدم التنسيق بين إدارات أمانة جدة دورا رئيسا في هذه المشكلة التي تجعل الجهود المبذولة لتجميل المدينة ونشر الحدائق فيها يذهب سدى والمفروض أن تكلف جميع الشركات العاملة في الحفريات والتي تؤدي إلى قطع وتكسير شبكات الري أو موت النباتات في حدائق وشوارع جدة بإعادتها بنفس الجودة والكفاءة التي كانت عليها وإعادة زراعة الشوارع والحدائق بنفس المزروعات التي قامت بقطعها أو موتها. حدائق جدة تموت وهي لا تزال في عمر الشباب وبين المهندس أنس مفتي من أحد الشركات العاملة في زراعة أكثر من 70% من شوارع وحدائق جدة في الوسط والشرق والشمال أن عبث شركات الخدمات كان سبب في الكثير من تشويه وجفاف النباتات في الكثير من الشوارع والحدائق وهو أمر يؤدي للكثير من الهدر للجهود التي تبذلها الأمانة للتشجير في جدة. وقال إن شجرة نخل البلح الواحدة قد تصل تكلفة جلبها وزراعتها في الشوارع والحداثق إلى 1000 ريال لبعض الأنواع ومن المؤلم أن تأتي شركة حفريات وتكسر شبكات السقيا لهذه المزروعات وتتسبب في موتها لأنها لا تدرك المعاناة في جلب هذه النباتات وتكلفة زراعتها ولا بد من وضع حد لهذا العبث، كما أن شح المياه من المشاكل التي تواجهنا في الكثير من الأحيان خاصة بعد أن رفعت المياه قيمة صهريج المياه من محطة معالجة مياه الصرف الصحي من 57 ريالا إلى 75 ريالا وهو أمر زاد في المعاناة من نقص المياه لأن النباتات تحتاج لكميات من المياه تتراوح من 8 إلى 14 لترا للمتر المربع وتزيد الكمية بشكل أكبر في فترات الحرارة الشديدة حيث تحتاج النخيل في موسم الصيف إلى غمرها بالمياه مرتين وهذا يحتاج إلى مصادر دائمة للمياه. وأوضح الكثير من المتابعين لوضع الحدائق في جدة التي يصل عددها إلى أكثر من 500 حديقة بأن الكثير منها تموت نباتاتها وتجف مزروعاتها وتتحول إلى صحراء بمجرد مرور شهور على زراعتها وكل ما يبذل فيها من مال يضيع هباء وهدرا نتيجة عدم مواصلة الحفاظ عليها ومعظم الحدائق التي لا زالت قائمة هي نتيجة جهود سكان الأحياء. وطالب سكان جدة أن تولي الأمانة المزيد من الاهتمام بالزراعة خاصة أن في جدة مئات الآلاف من الأمتار التي لم تتم زراعتها أو التي تحتاج إلى إعادة زراعة.