وقوع المملكة في مناطق صحراوية، وشح المياه الجوفية، وكذلك قلّة مساحة الغطاء النباتي، وتزايد عدد السكان، وتنوع وسائل النقل، مع النمو الملحوظ في عدد المصانع والمنشآت الصناعية، كل ذلك دفع بأهمية العناية بموضوع تشجير المدن وأطرافها الخارجية، وتحديداً زيادة المسطحات الخضراء من حدائق ومتنزهات داخل التجمعات السكنية؛ لما لذلك من آثار إيجابية للحد من التلوث بكافة أشكاله، وخفض درجات الحرارة، والتجميل. ولا يعلم البعض أن في وجود الأشجار والنباتات فوائد جمة للمدن، منها تلطيف الطقس حيث أنها تمتص «غاز ثاني أكسيد الكربون»، وتخرج غاز الأكسجين، الذي يُعد مهماً للإنسان، كما أن وجود الأشجار على أطراف المدن، من شأنه أن يحميها من الأتربة والغبار، إلاّ أن الملاحظ هو غياب الرؤية حول موضوع التشجير، حيث قلة الأشجار في بعض المدن والمحافظات، الأمر الذي يؤكد على أن من المهم عقد «ورش عمل» يُدعى إليها كل المهتمين بالإدارات والوزارات ذات العلاقة؛ لتدارس الوضع، مع رسم استراتيجية، لوضع الضوابط والمعايير اللازم اتباعها لتشجير الشوارع، أو أطراف المدن. نحتاج إلى عقد «ورش عمل» لدراسة المشكلة ورسم الاستراتيجيات «الرياض» تطرح الموضوع، وتستنطق المختصين، فكان هذا التحقيق. تنقية الهواء في البداية قال «د.عبدالعزيز معتوق البحراني» -الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة الملك فيصل والنائب السابق لرئيس المجلس البلدي بالأحساء - : إن الأهمية تتطلب وجود الغطاء النباتي في المدن؛ لمساهمته في تنقية الهواء من الغبار، وتقليل التلوث من الغازات ك»ثاني أكسيد الكربون»، والذي يلعب دوراً كبيراً في ظاهرة «الاحتباس الحراري»، كون أوراق النبات تمتصه وتنتج الأكسجين، مضيفاً أن الغطاء النباتي يساهم أيضاً في خفض الضوضاء الناتجة من حركة السيارات، وكذلك ضجيج المصانع، إضافةً إلى الحد من أشعة الشمس الشديدة، وكسر حدة الرياح المحملة بالأتربة داخل المدن. وأوضح «م.صادق الرمضان» -رئيس اللجنة الزراعية بغرفة الأحساء- أن وجود النباتات والأشجار مهماً لخفض درجة حرارة الطقس، وكذلك رفع الرطوبة النسبية داخل التجمعات السكنية، مضيفاً أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأشجار تساعد في ارتفاع معدلات الرطوبة النسبية بحوالي (11%)، وتختلف هذه النسبة باختلاف نوعية الأشجار وكثافتها. «حجز الرمال» في الأحساء يستوعب أكثر من10 ملايين شجرة واجب وطني وطالب «د.محمد حامد الغامدي» -الأستاذ في كلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل- بإدخال موضوع «التشجير» ضمن دائرة الواجب الوطني، معتبراً الحفاظ على الأشجار أحد أركان حب الوطن، لافتاً إلى أن «مشروع حجز الرمال» بالأحساء يُعد من أكبر إنجازات المملكة في مجال التشجير، حيث تمت زراعة أكثر من (10) ملايين شجرة، لوقف زحف الرمال، مبيناً أن زراعة الأشجار هي الحل الوحيد والنموذجي لمكافحة التلوث بكل أصنافه، ذاكراً أن التشجير يُعد الحل الأمثل لخفض درجات الحرارة في المدن، بسبب قوالب «الإسمنت» و»الاسفلت»، موضحاً أنه متى وصلنا إلى قناعة «أهمية الشجرة تعادل أهمية حياة الإنسان»، عندها نستطيع أن نقول نحن نساهم في بناء المستقبل والمحافظة على صحة الأجيال القادمة، بل وسلامة بلادنا من التصحر. قطع الأشجار بشكل «عشوائي» أضّر بالبيئة وواجهات المدن جزر حرارية وقال «د.حسن الخرس» - مدير إدارة الدراسات البيئية في أمانة الأحساء -: إن أهمية التشجير والمسطحات الخضراء تتمثل في كونها جهاز تنفس الأرض، كما أنها تساهم في معادلة درجة الحرارة والرطوبة، وبالأخص في المناطق الحارة، مضيفاً أن الأشجار تسهم في تخفيف ظاهرة «الجزر الحرارية» في المدن، وهي الظاهرة التي تتسبب في رفع درجة حرارة الطقس عن المعدل العام، بمعدل يتراوح بين (20-23) درجة مئوية؛ بسبب وجود «المباني الخرسانية» و»الاسفلت»، واللذين يعملان على امتصاص الحرارة وإشعاعها، مما ينتج عنه مناطق ذات درجات حرارة أعلى من المعدل العام، مشيراً إلى أن ذلك يتسبب في إنقاص معدل هطول الأمطار على المدن، مبيناً أن الدراسات الحديثة أثبتت أن هذه الظاهرة تبعد الغيوم عن المدن، إلاّ أن المياه المتواجدة في الأشجار تعمل على معادلة نسبة الرطوبة في الطقس، إلى جانب تقليل درجة الحرارة حولها. بناء مجمعات ومصانع دون اشتراط زراعة متر واحد أماكن جامدة وشدد «د.البحراني» على ضرورة أن يمتلك مسؤولو الأمانات والبلديات الأسس العلمية اللازمة للتشجير وإنشاء الحدائق والمسطحات الخضراء، مضيفاً أنه من المهم النظر إلى الاعتبارات الاجتماعية والبيئية والهندسية والاقتصادية قبل البدء في التخطيط والتصميم لتشجير الشوارع، أو تصميم الحدائق والمنتزهات، ناصحاً بأن يمتلك المسؤولون في الأمانات المعرفة بطبيعة المنطقة والمناخ السائد فيها، وبالتالي أنواع الأشجار المحلية والمستوردة الملائمة للبيئة المحلية، ومدى تناسب حجم الأشجار والمسافات بينها مع السلامة المرورية، مبيناً أن عدم وجود تنسيق حقيقي وفاعل بين الأمانة والإدارات ذات العلاقة، يدل على ضعف الرؤية والاستراتيجية في هذا الخصوص، وهو ما نجم عنه قطع واقتلاع الكثير من الأشجار المزروعة، والتي استغرق نموها عدة أعوام، ذاكراً أن قطع الأشجار بشكل «اعتباطي»، إضافةً إلى بعض التصرفات غير المتعقلة، حولت العديد من المدن والقرى إلى أماكن جامدة خالية من معالم الحياة، مبدياً خشيته مما سيترتب على اقتلاع الأشجار من كوارث في البيئة، ناهيك عن الهدر الكبير في المال والجهد المبذول لزراعتها ورعايتها. رسم استراتيجية واقترح «د.البحراني» عقد ورشة عمل يُدعى إليها كل المهتمين بالإدارات والوزارات ذات العلاقة؛ لتدارس الوضع، مع رسم استراتيجية، ضمن جدول زمني قابل للتنفيذ، لوضع الضوابط والمعايير اللازم اتباعها لتشجير الشوارع الرئيسة والفرعية داخل التجمعات السكنية، وكذلك الأرصفة والجزر الوسطى داخل المدن، من حيث نوع النباتات وملاءمتها للبيئة المحلية، وتناسب حجمها مع عرض الشوارع والأرصفة، إلى جانب عدم تعارضها مع الغرض الذي من أجله تم تصميم الأرصفة، إضافةً إلى دراسة المسافات البينية بين الأشجار وبُعدها الكافي عن التقاطعات، بما لا يضر أو يتعارض مع السلامة المرورية، مستبعداً حصول تحسن حقيقي في المستقبل القريب، ما لم يرتفع الوعي، وتركز الجهود على مستوى الأفراد والجماعات والمؤسسات، على حملات مدروسة ومتواصلة ضمن خطة متكاملة متفق عليها، لغرس الأشجار طوال العام، وليس فقط في أيام تحت مسمى «أسبوع الشجرة»، من خلال تشجيع طلبة المدارس والجامعات وأصدقاء البيئة وعموم السكان، لتعزيز هكذا نشاطات بشكل دائم، الأمر الذي سيؤدي إلى منافع كبرى على الإنسان والبيئة. د.محمد الغامدي نموذج غربي وقال «د.أحمد محمد اللويمي» -الكاتب والأستاذ في كلية الطب البيطري بجامعة الملك فيصل-: لابد أن نبدأ في إعادة تشكيل سلوك أجيالنا القادمة في نظرتها إلى الطبيعة، مضيفاً أن من يدرك مخاطر هذا الأمر عليه المسؤولية في التصدي، مبيناً أن التباطؤ لا ينجب إلاّ كارثة، مشيراً إلى أن هذا التوسع في التنمية الاقتصادية، لا يمكن قراءته بمعزل عن الزحف الجائر على الطبيعة. ونبّه «م.عبدالله الشايب» -رئيس فرع جمعية علوم العمران في الأحساء- إلى طغيان التجربة الحديثة في بناء المدن، وعولمة النموذج الغربي، من اتساع الشوارع والأبنية العالية، مع وجود المدن الصناعية، مما يمثل جانباً سلبياً، مشيراً إلى أن ذلك ساهم في قلة نسبة المسطحات الخضراء، ولعل من أسباب ذلك هي طريقة الأمانات والبلديات المبنية على توفير سبل الحراك المروري، وتوفير المواقف، وتشكيل المباني، وهذا انعكس على عدم اهتمام السكان أيضاً بعدم التشجير في ظل المدنية الحديثة. د.حسن الخرس وأوضح «عبداللطيف محمد العفالق» -رئيس اللجنة السياحة بغرفة الأحساء- أن المشاهد لمدننا يجدها تزخر بمظاهر مادية متقدمة، بل ويلاحظ خللا كبيرا في النظام البيئي، حيث المدنية المنتجة للكربون في نمو متسارع، مبيناً أن الغطاء النباتي في انحسار متسارع، والبيئة التي نعيش فيها تعاني خللا مستفحلا يتطلب تدخلا إغاثيا لاستعادة التوازن، مقترحاً ابتكار الطرق لزيادة التشجير داخل المدن وفي محيطها، وكذلك تأسيس وزارة تعنى بشؤون البيئة، مشدداً على أن الحاجة ماسة لها في الوقت الراهن. د.عبدالعزيز البحراني تجارب ناجحة وأشار «م.الشايب» إلى أننا بعيدون عن مفهوم المدن الخضراء -الصديقة للبيئة-، مشدداً على ضرورة إعادة النظر في ذلك، خاصةً إذا أردنا تنمية مستدامة، تزامناً مع اتجاه العالم نحو تطبيق مفهوم المدينة الخضراء، باعتبارها أفضل الوسائل للمحافظة على البيئة، مقترحاً إنشاء إدارات معنية ومتابعة، والإفادة من مركز البيئة للمدن العربية في دبي، مع عمل برامج توعوية، واستهداف شريحة الطلاب، لإيجاد أجيال واعية في هذا الصدد، منبهاً إلى أهمية سن تشريعات من الجهات المعنية، مثل وزارة البلديات ووزارة الزراعة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وبمشاركة الجمعيات، إلى جانب إيجاد آلية متابعة لهذا الموضوع، مشيراً إلى أن التشجير في المدن يكون باستزراع الجزر والأرصفة الجانبية، مؤكداً على أن للأشجار وظائف أكثر من كونها تحسن البيئة، مشيداً بالعديد من التجارب الذي يتمنى أن يحتذى بها في مواقع كثيرة، كتجربة إنشاء المحميات الطبيعية، وإنشاء المنتزهات الوطنية ك»منتزه الأحساء الوطني»، معتبراً إياه تجربته فريدة ورائعة يمكن أن يحتذى بها في أكثر من موقع، حيث أوقف كثبان الرمال عن الزحف، وكذلك تجربة الرياض في وادي حنيفة، وتجربة شركة أرامكو بزراعة «نبات القرم» في بعض السواحل. عبداللطيف العفالق ازرع واقطع! وأوضح «د.الغامدي» أن هناك غياباً لفلسفة التشجير بالمملكة، مضيفاً أننا نرفع شعار: «ازرع واقطع»، وهذا يعني ضياع الجهد والمال والوقت، مبيناً أن الأشجار تزرع لتحقيق الكثير من الأهداف الجمالية والمناخية والتنسيقية والهندسية والمعمارية، وجميعها بكل أسف غير موجودة، بل ولا نراها في شوارع المدن وحدائقها، ذاكراً أن التخطيط للأحياء والمدن لا يأخذ في اعتباره مساحات حول الأحياء وحول المدن لزراعتها بهدف حمايتها من التلوث، وهي المشكلة الأكبر التي تعاني منها المدن. سلمان الحجي ودعا «سلمان الحجي» -عضو المجلس البلدي في الأحساء- إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تعجل من زيادة كميات التشجير، مقترحاً أن يتم الإكثار من زراعة الأشجار التي تتصف بمقاومتها للحرارة والجفاف وتحملها للملوحة، وقلة حاجتها للتقليم والتسميد، إضافةً إلى زراعة الأشجار التي تنبعث منها روائح زكية ليلاً، وهو ما ناقشه المجلس البلدي في دورته السابقة. م.عبدالله الشايب اشتراطات وترخيص وتأسف «حجي النجيدي» -العضو السابق للمجلس البلدي في الأحساء - على بناء مجمعات تجارية وحكومية ومصانع دون أن يشترط عليها زراعة متر واحد منها، مضيفاً أنه لو وضعت الزراعة ضمن اشتراطات التراخيص، لأصبحنا نعيش في غابة من الأشجار، مضيفاً أن هناك ملايين من الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحي تذهب هدراً ولا يتم معالجتها للإفادة منها في ري المسطحات الخضراء، مشيراً إلى أن تصحر المدن له تأثير سلبي على الجانب الجمالي والصحي والنفسي على سكانها، فالخضرة لها مفعولها الساحر في اعتدال مزاج الإنسان، بل وباعثة للهدوء والاستقرار على صعيد الفرد والأسرة، مشيراً إلى أنه من الواضح انحسار في رقعة ونسب المساحات الزراعية الخضراء في المداخل الرئيسة والميادين المركزية في وسط المدن، يضاف إلى ذلك التوسع المضطرد في المخططات، مما رفع نسب استهلاك الموارد الطبيعية؛ بسبب الزحف السكاني نحوى المزارع والبراري الطبيعية القريبة من المدن، مبيناً أنه من العوامل المؤثرة في المتغيرات البيئية، التجاوز على الموارد الطبيعية، في ظل ارتفاع معدلات استخدام الأدوات المدنية كالسيارات والمصانع ونفاياتها. م.صادق الرمضان مستوى التشجير وامتداد الشوارع! قال "م.الشايب" أن الكثير من مدن المملكة، لا يتناسب مستوى التشجير فيها مع عدد السكان، بل ولا مع امتدادات الشوارع، ذاكراً الآثار المترتبة على نقص الغطاء النباتي، ومنها زيادة التصحر، وما يتبعه من انتقال الأتربة وزحف الرمال، إلى جانب وجود خلل في التوازن البيئي، وتأثير ذلك على صحة الإنسان، إضافةً إلى فقدان الذوق العام للجماليات، بمعنى التلوث البصري، وغياب أماكن النزهة والترفيه بما يلائم التغيير والتطوير في المملكة. وأوضح "م.الرمضان" أنه برزت ظاهرة خاطئة في الأعوام الأخيرة، حيث أقدمت بعض الأمانات والبلديات إلى إزالة معظم أشجار الشوارع، وتبليطها ب"البلاط الأسمنتي"، وقد يكون تبريرهم في ذلك توفير مصاريف صيانة الأشجار، لكنهم حرموا الإنسان من إيجابيات التشجير، كما أنه ليس من الطبيعي أن يتم تجميل مدينة مع إزالة كل أشجارها، مشيراً إلى أن شح المياه يمكن معالجته بتقليل عدد الأشجار، واستخدام تقنيات الري الحديثة، مع التأكد من كفاءة ومعالجة التربة؛ للاحتفاظ بالمياه مما قد يقلل من الحاجة لمياه الري لأكثر من (50%)، مبيناً أنه يمكن أن يساعد التشاور مع وزارة الزراعة و الكليات الزراعية بجامعاتنا ومراكز الأبحاث، لاختيار الأشجار الأنسب لبيئتنا، والتي تكون قليلة الضرر على البيئة، وقليلة الاحتياجات المائية، مشدداً على أن التوازن هو المطلوب في التعامل مع موضوع التشجير. حجي النجيدي ري بالتنقيط وزراعة جافة! وشدد "د.البحراني" على ضرورة وضع إستراتيجية واضحة للتغلب على بعض المعوقات، مضيفاً أن مسألة شح المياه التي قد يطرحها البعض كمعوق ل"عدم التشجير"، يمكن التغلب عليها بالإفادة من المياه غير التقليدية، وذلك بالنظر إلى أن المياه المعالجة للصرف الصحي ومياه الصرف الزراعي، تشكل جزءاً مهماً منها، حيث يمكن الإفادة منها في ري الأشجار والحدائق داخل وحول المدن، مضيفاً أنه يمكن الإفادة من التقنيات الحديثة بالري، ك"الري بالتنقيط"، واستخدام بعض المواد التي تزيد من احتفاظ التربة بالمياه مثل "البوليمرات"، إضافةً إلى ضرورة الاختيار المناسب للنباتات التي تستخدم في التشجير، من حيث قدرتها على تحمل الحرارة المرتفعة والجفاف والملوحة، وكونها دائمة الخضرة، وأزهارها ذات ألوان زاهية ومتغيرة بتغير فصول العام. وذكر "د.الغامدي" أنه بإمكان زراعة أشجار على جانبي الطرق السريعة عبر اتباع الزراعة الجافة -أي بدون ماء-، والاعتماد على الأمطار، كما هو قائم على طريق (بقيق- الظهران) في المنطقة الشرقية، مشيراً إلى إمكانية زراعة الكثير من مناطق المملكة، وفي مناطق الدرع العربي والمنطقة الشرقية، بطريقة الزراعة الجافة دون ري، واصفاً ما يحصل بأنه تقاعس وتجاهل لهذا التوجه. 75 درجة مئوية حرارة الشوارع بدون تشجير! قدم "د. الخرس" نتائج دراسة إدارته في صيف العام 2011م، حيث تم تدوين درجات الحرارة في عدد من المناطق داخل المدينة والمناطق الزراعية ومقارنة النتائج، وتبين منها أن فارق درجة الحرارة بين المدينة والمناطق الزراعية هو (23) درجة مئوية، وهو يوافق معدل الفارق الذي أثبتته دراسات مماثلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها من الدول، مضيفاً أن الدراسة أظهرت أن درجة حرارة الأسفلت في الشوارع التي تخلو من التشجير بلغت (75) درجة مئوية، مشيراً إلى أنه اتضح كذلك مدى تأثير ظاهرة الجزر الحرارية على درجة الحرارة داخل المدينة، وكذلك فاعلية التشجير والمسطحات الخضراء على تخفيض تأثير تلك الظاهرة، من خلال المحافظة على مستويات درجات حرارة واقعية مطابقة للمعدلات اليومية، مشدداً على ضرورة الاهتمام بزيادة المسطحات الخضراء في المدن، والمحافظة على الغطاء الأخضر، إلى جانب منع إزالة النخيل من قبل أصحابها لتحويلها إلى أراض للسكن، كما يجب الاهتمام بمسطحات المياه للهدف نفسه. نباتات وأشجار في الجزيرة الوسطية لأحد الشوارع ..وآخر لا يوجد به أي شجرة شارع يشتكي من غياب التشجير طريق رئيس تزين بالأشجار