في أركان البيت وبين غرفه وممراته ، تبقى هيبة المطبخ هي سيدة الموقف في ظل ما يدور في ذلك المكان من حراك تقوده سيدة البيت طيلة ساعات ، ينتهي به المطاف بتقديم طيبات النعم التي تصطف على المائدة كلما حان وقت وجبة من الوجبات ، وحيث أن شهر رمضان المبارك على الأبواب ، فإن هيبة المطبخ تزداد في نفوس الصائمين ، فكلما فاحت روائح الطبخ الزكي من المطبخ المنزوي في أحد أركان المنزل ، تهيأت النفوس للأكل الطيب بعد ما يصدح مؤذن المغرب بصوت الحق..ومهما كانت ربة البيت سيدة مطبخ متمكنة ، وطاهية محترفة ، وصانعة أطباق لذيذة، إلا أن طبيعة المنتج الغذائي هي التي في الغالب تحدد كثيراً من مستويات الرضا عن الطبق النهائي المقدم على المائدة من ذلك المنتج..وبالرغم من تعدد الأطباق في شهر رمضان المبارك ، إلا أن غالبية تلك الأطباق ترتبط فقط بالشهر الفضيل..إلا أن أطباق قليلة ورئيسية تبقى هي سيدة المائدة السعودية في كل المواسم ، يأتي في مقدمتها طبق السعوديين المفضل ..الأرز. لماذا الأرز تبدو علاقة الأسر السعودية بمنتج الأرز علاقة تاريخ ، ومعاصرة أكثر منها مجرد سلوك غذائي استهلاكي ، فلم تتوارث الأجيال في المملكة وجبة غذائية كما هو الأرز ، وإذا ما سلمنا بقيمته الغذائية العالية ، و شعبية منتج الأرز في البلاد منذ وقت مبكر ، تبقى العلاقة بين هذا المنتج وسيدة البيت علاقة ذات خصوصية ، وذات تجربة، فليس كل أرز هو الأرز الذي يرقى لتطلعات ربة المنزل التي ترغب في أن تصنع لعائلتها ، ولضيوفها وجبة من الأرز تبقى في الأذهان..وما بين جودة الأرز ذاته ، وقدرة الطاهية على الطهي بفن وخبرة ، يبقى الرهان أن يلتقيا ليفزرا الوجبة الشهية .وقد عرفت سيدات البيوت في المملكة أرز الشعلان منذ كن يتعلمن الطبخ من أمهاتهن وجداتهن ، ولكل سيدة مطبخ قناعاتها تجاه الأرز الذي تفضله في مطبخها ، فما هي القناعات التي أدت إلى أن يفضلن كثيرات من سيدات المطابخ أرز الشعلان دون سواه. الطعم الزاكي لكل سيدة منزل طريقتها في الوصول بوجبة طبق الأرز إلى أقصى حالات الرضا من خلال طعمه الطيب ، ورائحته الزكية ، فليس هناك فيما يبدو قاعدة يمكنهن الاتفاق عليها في هذا الشأن ، لكن نقطة الالتقاء الأساسية التي تجمعهن في المحصلة النهائية هي الاتفاق على أن هذا الأرز يتمتع بالجودة العالية ، وهي كذلك قناعة لا تأتي غالباً إلا بع التجربة..في هذا السياق تقول أم بدر وهي معلمة وربة منزل ، أن أفضل أنواع الأرز بالنسبة لها هو الأرز ذو الحبة الطويلة ، فهو كما ترى يساعد دائما على مهارة الطاهية ويساعدها في الطبخ وهذا ما تجده في أرز الشعلان . وتضيف: لقد جربت كثيراً ، ومرت علي أنواع كثيرة من الأرز ، لكن الفرق الذي لمسته في أرز الشعلان وجعلني أتمسك به هو حبته الطويلة ولونه الناصع الذي يشرف على السفرة . وتتحدث أم بدر عن منحى آخر في مجال الأرز بقولها : كلنا نعرف أن الأرز كلما تقادم تاريخ إنتاجه كان أفضل وأطيب ، ولكن تبقى مشكلة ثانيه يتخوف منها غالبية محبي الأرز وهي التغير في رائحته بحكم عوامل التخزين فيما يبدو ، وبالتالي حاجته للغسل عدة مرات ، حتى أنه يحتاج إلى الغسيل بالملح من أجل أن تذهب تلك الرائحة، و لكن مع رز الشعلان لم تواجهني هذه المشكلة وبالتالي يوفر علي هذا وقتاً ، ويبقي رائحة الأرز زكية ورائعة . نوعين من الأرز أم عبدالرحمن ، موظفة وربة منزل تقول إنها تحتاج دائما لنوعين من الأرز نوع أبيض وآخر يناسب الكبسة ، وبعد نصيحة تلقتها من إحدى صديقاتها جربت أرز الشعلان..فماذا حدث ، تقول : لطالما جربت شراء أصناف مختلفة من الأرز ، ولم أكن استمع إلى النصائح في هذا المجال لأن الناس يختلفون في أذواقهم ، خاصة تلك التي تخضع للحواس كالطعم والشم..وتضيف: ولكن إحدى صديقاتي استطاعت أن تقنعني بأرز الشعلان ، ومنذ ذلك اليوم وأنا لا أستخدم سواه ، فبحكم ظروف عملي وحضوري متأخرة للمنزل أحتاج أرزًا يساعدني في اختصار الوقت ولا يحتاج إلى وقت طويل (للنقع) وهذا ما وجدته في رز الشعلان ، إضافة إلى طعمه الرائع. تجربة مختلفة نورة الحمد تملك تجربة مختلفة مع أرز الشعلان ، تقول بدأت بمشروع صغير يعتمد على مساعدة بنات بلدي في إعداد أطباق وبيعها وتكون مصدر دخل لي ولهن من خلال مطبخ في البيت ، ونعد من خلاله الولائم حسب الطلب وذلك من أجل الحصول على دخل شهري ..ومن الطبيعي أن يكون الأرز من الأطباق الرئيسية لدينا بحكم طلبات الناس.. في أول مرة استخدمنا رز الشعلان وكنت خائفة من ردت فعل زبائننا خاصة أننا استخدمناه في أكثر من صنف، مع ورق العنب ومع الكشري وفي صيادية السمك ولكن ولله الحمد فقد كان زبائننا راضين جدا وهذا ما شجعنا على اعتماده . وتؤكد أنها في بعض المرات بحكم توفر نوع آخر من الأرز قد قدمت لإحدى العائلات من زبائها الدائمين وليمة أرز آخر غير أرز الشعلان ، فعاتبها أفراد تلك العائلة لأنهم كما تقول لمسو الفرق. الجيل الجيد أم فهد سيدة بيت عملت على إعداد بناتها من أجل تحمل مسؤوليات الغد ، ومن أجل أن يكن متقنيات لفن الطبخ حين يقبلن على حياة الزوجية ، تقول: بدأت في تعليم ابنتي الكبيرة الطبخ وبالطبع نبدأ بالأرز كونه الطبق الرئيسي على موائدنا وكنت خائفة من النتيجة التي سوف نصل إليها حيث كنت أخشى على البنت من الإحباط الذي سيصيبها من تعليقات أفراد الاسرة حين تقدم لهم الطبق على السفرة والمفاجأة أن طبق الأرز الذي أعدته بالرغم من قلة خبرتها كان طعمه رائعاً وأعجب إخوتها ووالدها ، ولكنها لا ترجع ذلك لإمكاناتها، فهي لم تملك الخبرة الكافية ، لكنها ترد ذلك إلى جودة رز الشعلان الذي أصبح معه طبخ الأرز أكثر سهولة . وتضيف أم فهد : المشكلة أننا كسعوديين لدينا مناسبات كثيرة ، مما يجعل استهلاك كميات الأرز كبيرة في بيوتنا وذلك بتأثير الولائم ، إلا أنها ترى أن استخدام أرز الشعلان كان يمثل نوعاً من التوفير من وجهة نظرها..وتقول: (يكفي تحطي مقدار بسيط وتلاقيه مع الطبخ يكثر ويعبيلك القدر).