تنفذ منظمة التعاون الإسلامي بداية من يوم غد ولمدة أسبوع، مهمة إنسانية عاجلة لصالح المتضررين من الصراع في جمهورية أفريقيا الوسطى والدول المجاورة، وذلك بتوجيهات من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني. وتقود الأمانة العامة للمنظمة بعثة إنسانية دولية إلى كل جمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورتي الكاميرون وتشاد تهدف إلى التشاور مع المسؤولين في الدول المعنية بالأزمة لبحث سبل تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين من النازحين واللاجئين، فضلا عن الحصول على معلومات أولية ميدانية عبر التوجه إلى مخيمات النازحين في جمهورية أفريقيا الوسطى ومخيمات اللاجئين في كل من الكاميرون وتشاد. وأوضح رئيس البعثة السفير فؤاد المزنعي، ممثل إدارة الشؤون الإنسانية في المنظمة، أن البعثة الإنسانية تضم إلى جانب منظمة التعاون الإسلامي كلا من: البنك الإسلامي للتنمية، صندوق التضامن الإسلامي، هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة العربية السعودية، الهلال الأحمر التركي، منظمة IHH التركية، أطباء حول العالم التركية، مؤسسة قطر الخيرية، الإغاثة الإسلامية البريطانية، العون الإسلامي البريطانية، وغيرها من المنظمات الإنسانية الدولية. ومن المقرر أن تعد البعثة الإنسانية لمنظمة التعاون الإسلامي برنامجاً شاملاً للتدخل الإنساني، وذلك تنفيذاً لقرار الاجتماع الوزاري الطارئ للجنة التنفيذية الذي عقد في العشرين من فبراير 2014 في مقر الأمانة العامة في جدة، والخاص بإرسال وفد رفيع المستوى إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لتقييم الوضع الخطير السائد على أرض الواقع ولإظهار التضامن مع المجتمع المسلم الذي لا يزال يقع ضحية للعنف ولانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة. يشار إلى أن الاجتماع المذكور قرر أيضا تعيين مبعوث خاص للمنظمة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وقد قام الأمين العام بعدها مباشرة بتعيين وزير خارجية السنغال السابق شيخ تيجان غاديو مبعوثاً خاصاً والذي بدوره أجرى عدة زيارات إلى جمهورية أفريقيا الوسطى والدول المجاورة لتهيئة الأجواء لزيارة الوفد. وكان وفد وزاري رفيع المستوى من منظمة التعاون الإسلامي قد قام نهاية إبريل 2014، بزيارة تضامن وتقييم إلى جمهورية أفريقيا الوسطى التي مزقها الصراع والتي تتمتع بصفة مراقب لدى منظمة التعاون الإسلامي. وترأس الوفد، الذي ضم العديد من الوزراء من الدول الأعضاء والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، معالي السيد لونسيني فال، رئيس مجلس وزراء الخارجية ووزير خارجية غينيا. كما زار الوفد الوزاري جمهوريتي الكونغو وتشاد. يذكر أن الأحداث الدامية التي تشهدها جمهورية أفريقيا الوسطى تسببت في تشريد أكثر من مليون مسلم، كما تم تطهير العاصمة بانغي من المسلمين الذين لم يتبق منهم سوى آلاف معدودة، وذلك بعد عمليات القتل الكبيرة التي تعرضوا لها ونهب ممتلكاتهم.