قررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الطارئ الذي عقد في مقر الأمانة العامة في جدة امس إيفاد وفد رفيع المستوى برئاسة وزير خارجية جمهورية غينيا، لونسيني فال، للقيام بزيارة عاجلة إلى العاصمة بانغي للتضامن وتقييم الوضع والتواصل مع السلطات في جمهورية أفريقيا الوسطى، والإسهام في الحوار والتقارب، كما قررت تعيين ممثل للأمين العام لقيادة جهود حل الأزمة وبناء السلام في البلاد. وقال معالي الأمين العام للمنظمة الأستاذ إياد بن أمين مدني مخاطبا الاجتماع إن التطهير بحق المسلمين المتمثل في الإبادة الجماعية متواصل حاليا مشيرا إلى أن العاصمة بانغي تم تفريغها من سكانها المسلمين، ولم يتبق سوى ربعهم في مخيمات النازحين، كما قام عشرات الآلاف من المسلمين في الأقاليم الأخرى بجمهورية أفريقيا الوسطى بالنزوح الجماعي إلى تشاد والكاميرون ومالي والسنغال والنيجر ونيجريا والسودان. وطالب في ظل التدهور السريع والحاد في الوضع الأمني والإنساني في جمهورية أفريقيا الوسطى، المجتمع الدولي بالعمل على نحو جماعي لمساعدة السلطات الجديدة على استعادة النظام وتحقيق الاستقرار في البلاد بسبب تداعيات الأزمة على السلام والأمن والاستقرار ليس في المنطقة بأسرها، بل وخارجها. ورحب الأمين العام بقرار مجلس الأمن نشر قوات للاتحاد الأوروبي، وكذلك بقرار فرنسا رفع مستوى قواتها، مناشدًا السلطات الجديدة في جمهورية أفريقيا الوسطى بقيادة الرئيسة المؤقتة السيدة كاثرين سامبا-بانزا ومجلس الأمن الدولي والقوة الفرنسية وبعثة الدعم الدولية بقيادة أفريقية في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تعمل في البلاد، للاضطلاع بمسؤوليتها كاملة في حماية حياة جميع المدنيين, متطلعاً إلى أن ينظر الاتحاد الإفريقي على وجه الاستعجال في السماح للأمم المتحدة بتحويل بعثة الدعم إلى بعثة للأمم المتحدة. وحث الأمين العام الجميع على التحرك بأسرع وقت ممكن لتخفيف الكارثة الإنسانية التي تكتنف البلاد والمنطقة، مشيرا إلى أن منظمة التعاون بدأت بعض الإجراءات في هذا الصدد، حيث عاد فريقها للتو من تشاد بعد تقديم مساعدات إنسانية للاجئين في العديد من المخيمات الموجودة سواءً في العاصمة نجامينا أو في مدن سحر وسيدو ودوبا. وأكد مدني أن منظمة التعاون ستعمل بكل طاقتها للتواصل مع السلطات الجديدة في إفريقيا الوسطى لإعطاء الأولوية للجهود والإجراءات التي تعزز الحوار والمصالحة الوطنية الدائمة، مثمنا في هذا الصدد كل الجهود المبذولة من منظمات التقارب بين الأديان والجهد الشامل الحالي الذي يقوم به مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا لترتيب جلسات حوار شاملة بين القيادات الدينية والمجتمعية في إفريقيا الوسطى. وأبدى الأمين العام استعداد المنظمة للعمل مع حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى للإسهام في عملية إعادة الاستقرار والأمن في البلاد.