دعت الولاياتالمتحدة اسرائيل الى «عدم الاكتفاء» بالانسحاب من قطاع غزة، مما قد ينذر بعلاقات صعبة مع رئيس الوزراء ارييل شارون الذي اكد من جهته ان الاستيطان «سيتواصل ويتوسع» في الضفة الغربية. ففي حديث لصحيفة نيويورك تايمز دعت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الاسرائيليين الى «عدم الاكتفاء» بالانسحاب من قطاع غزة ومواصلة السير في عملية السلام. وقالت رايس ان الانسحاب «لا يمكن ان ينحصر بغزة» فيما كانت قوات الامن الاسرائيلية تقوم في تلك الاثناء بشكل ملفت باخلاء كنيس نيفيه ديكاليم كبرى مستوطنات قطاع غزة التي يعتبرها المستوطنون «عاصمتهم». ولفتت الوزيرة الاميركية بحسب نيويورك تايمز الى ان الانسحاب سيتطلب اسابيع عدة لكنها شددت على وجوب ان تتخذ اسرائيل تدابير اخرى خصوصا تخفيف القيود على التنقلات في الضفة الغربية والانسحاب من مدن فلسطينية اخرى. وبذلك يتعارض كلام وزيرة الخارجية الاميركية مع ما اكده شارون قبل يوم من ذلك بان «الاستيطان خطة جدية سيتواصل ويتوسع». واسرعت السلطة الفلسطينية بوصف تصريحات شارون هذه بانها «كلام مرفوض». وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين مع الجانب الاسرائيلي صائب عريقات لفرانس برس «هذا الكلام مرفوض وغير مقبول والذي اتخذ قرار هدم مستوطنات قطاع غزة وشمال الضفة الغربية سيأخذ القرار نفسه في الضفة الغربية والقدس اذا ما ارادوا السلام». غير ان مسؤولا في الخارجية الاميركية طلب عدم كشف اسمه نفى وجود اي خلافات بين الولاياتالمتحدة واسرائيل حول مرحلة ما بعد غزة. وقال «لا اعتقد ان بامكاننا قول ذلك». لكن وبالرغم من اعتبارها الانسحاب الاسرائيلي من مستوطنات قطاع غزة ال21 الذي بدأ الاثنين الفائت يعكس «الشجاعة الكبيرة» لارييل شارون، فقد ضاعفت واشنطن في الايام الاخيرة الضغوط الخفية على اسرائيل مشددة على الطابع «الضروري» لهذا الانسحاب ومذكرة بان اي قرار لم يتخذ بعد بشأن المساعدة المالية التي تطلبها الدولة العبرية من الولايات المتحدثة للتعويضات المالية المخصصة للمستوطنين. في موازاة ذلك اكدت رايس ان على السلطة الفلسطينية ان تتقدم على طريق السلام بالعمل سريعا على تجريد المنظمات الناشطة من سلاحها لانها قد تهدد وقف النار المعلن بين الجانبين منذ شباط/فبراير الماضي. كما قالت رايس ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) تستفيد من الهدنة الحالية لاعادة تشكيل قواتها وتسليحها. واضافت في هذا السياق «ليس لدي ادنى شك ان حماس تدرب عناصرها وتعزز امكانياتها على افتعال المشاكل». الى ذلك ذكر المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك الخميس ان الطرفين عليهما «التزامات مرتبطة ب«خارطة الطريق« وباتفاق شرم الشيخ» المبرم في ايلول/سبتمبر 1999. واضاف ماكورماك «نشجع الطرفين على الافادة من الانسحاب من غزة الذي نأمل ان يتكلل بالنجاح لمتابعة المحادثات ومواصلة العمل وفقا لهذه الالتزامات». وينص اتفاق شرم الشيخ خصوصا على فتح «ممرات آمنة» بين قطاع غزة والضفة الغربية. كما ينص ايضا على ان «يتعهد الطرفان على عدم اتخاذ اي تدبير من شأنه ان يغير الوضع في الضفة الغربية او في قطاع غزة». اما «خارطة الطريق» فهي خطة السلام التي اعدتها اللجنة الرباعية الدولية المؤلفة من الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا، وتنص خصوصا على قيام دولة فلسطينية مستقلة. وسيجتمع سفراء الدول المشاركة في اللجنة الرباعية «في الايام المقبلة» للبحث في مرحلة ما بعد غزة على ما صرح المسؤول الاميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه. واكد هذا الدبلوماسي «لن نحدد جدولا زمنيا» لعمليات انسحاب اسرائيلية اخرى، لكن «ما هو مهم هو الافادة من الفرصة و(مناخ) الثقة الذي يمكن ان يكون قد نشأ» في هذا الجانب او ذاك لاعادة اطلاق عملية السلام. من جهته قال شون ماكورماك «لقد شهدنا حتى الان تعاونا جيدا بين الاسرائيليين والفلسطينيين واعتقد ان بامكان الطرفين ان يكونا فخورين للطريقة التي جرى فيها حتى الان»، مؤكدا وجود مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش الخميس في مصر للبحث مع المسؤولين المصرين في المسائل الثنائية والاقليمية. وصرح مسؤول في الخارجية الاميركية طلب عدم كشف اسمه ان ولش سيبحث «في المسائل المرتبطة بالانسحاب الاسرائيلي (من قطاع غزة)، والمساعدة المصرية للسلطة الفلسطينية لجهة تدريب (اجهزة الامن) والحملة الرئاسية المصرية التي بدأت الاربعاء».