حتى الآن مرت خمس جولات من دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين ولا يزال الصخب الإعلامي وتحديداً الفضائي هو السائد إلا ما ندر، إضافة لردود أفعال الفرق الخاسرة المبالغ فيها، وكأن "ربعنا" يفهمون كرة القدم بمفهوم خاص يضاف لخصوصيتنا المعتادة إذ يبدو أنهم لا يعترفون بمبدأ الخسارة وكأنها نهاية العالم بل وكأن أنديتنا أتت من كوكب آخر فلا يستطيع أي منافس كان الفوز عليها إلا بطرائق خارقة تتجاوز المألوف؛ فمن الطبيعي في دورينا أن يخسر فريق من نادٍ صاعد للتو فيتوارى عن الأنظار خجلاً، ولكن ما أن يخسر الفريق ذاته من متصدر الدوري حتى يبدأ الصراخ و"تنوح النائحات" فقط ليهربوا من مسؤولية الخسارة وليصوروا للمتابع أن حقهم سلب، وأن أمراً غير طبيعي حدث ليخسروا من المتصدر، ومن الطبيعي أيضاً في دورينا أن يتعادل فريق ما مع فريق صاعد فتسمع المدرب يوجه لومه للاعبين ويتهمهم بانهم السبب في التعادل مع فريق أقل منهم مستوى على حد قوله، ولكن ما إن يتعادل الفريق ذاته مع المتصدر حتى تقوم قائمة المدرب فيتهم حكم اللقاء بأنه المتسبب بذلك التعادل مغالطاً نفسه ليؤكد بأنه المدرب الذي لايقهر. والغريب هنا أن هناك من يسعد بردة الفعل الخاطئة تلك ويتعاطاها ويلوك فيها ويمنحها مزيداً من الوقت فقط لأنها تتوافق وأهوائه وأهدافه، والمصيبة أنه يدرك كمية المشجعين الذين لعب بعواطفهم ومدهم بما يزيد تعصبهم ويقتل متعتهم. للأسف إلى هذا الحد وصلت كرتنا حتى باتت الهوة تزيد وتزيد بينها وبين كرة القدم الحقيقة في الدول التي تحترم مشجعيها وتمارس كرة القدم على أنها رياضة ولا تتجاوز ذلك البعد أو تنقص عنه؛ حتى باتت رياضتنا مختلفة بل ومشوهة يتعاطاها الناس ليختلفوا ويتنابزوا و"يحفروا" بعضهم لبعض لا ليتنافسوا تنافساً شريفاً؛ رياضتنا أصبحت غير ورياضة العالم غير؛ رياضة العالم الحضور في مشهدها للأكفأ والأفضل والبقية يصفقون له، بينما رياضتنا الحضور في مشهدها للأكثر عويلاً وتهويلاً والأعلى صوتاً. وكأن من يمارسون تلك الممارسات المهترئة غاب عنهم أن الناجحون يستمدون نجاحهم من نحيب الفاشلين، ف "الفاشلون يعيشون واقعهم حينما يرتهنون له، بينما يصنع الناجحون واقعاً مغايراً". * دقائق - قلتها في وقت سابق وأعيدها الآن الرياضة مناخ خصب وملائم للتعصب والعنصرية بدليل تكرر القضايا في مسابقاتها والعابها في أكثر دول العالم تطوراً، ولذلك فإن آخر من ننتظره لإيجاد حلول لها هم مدعو الوصاية عليها الذين يفتقدون أبسط سمات الرياضي النبيل. - من الجهل بمكان اختزال قضية التمييز العنصري بالرياضة وهي التي احتاجت الدول المتحضرة لسنوات وسنوات لحلها ومع ذلك لم يقضوا على العنصرية بالشكل الصحيح. - مشكلة قصور الرياضة مع العنصرية أن المسألة فيها انتقائية والتصنيف يخضع للميول فاليوم مثلاً يناضل البعض من أجلها لأن فريقهم أو لاعبهم مجني عليه، وغداً تهمش لأن فريقهم أو لاعبهم هو الجاني بل وربما يبررون له. - إلى المسؤولين عن برامج التحكيم في البرامج الرياضية، الجماهير واعية ولا تنطلي عليها محاولات التوجيه، وأعلموا أن اختيار اللقطات أهم من تحليلها!. * ثانية الفاشلون دائماً.. هم من يسوقون المبررات