أمر مضحك جداً أن نجد «الخليجية» يسعون باتحاد وقوة إلى عدم زيادة رقعة الاحتراف في بلدانهم! والأمر الغريب عدم وجود سبب مقنع يمنع زيادة الفرق المحترفة، والأغرب من ذلك الإصرار على زيادة المباريات. هنا سؤالي ما الفائدة من زيادة المباريات ما دامت مقتصرة على فرق قليلة؟ لا أعرف لماذا توجد روابط للمحترفين لا ترغب في تحريك عقولها لإيجاد حلول مفيدة ومواكبة لمتطلبات عالم الاحتراف؟ يبدو أنها تختلق الذرائع من أجل لا «توجع رأسها» بالاحتراف حالياً، وهي راضية بما هي عليه الآن. دعونا نفكر بإيجابية ما دامت الروابط المبجلة لا ترغب في التفكير. ما الفائدة من زيادة الفرق المحترفة؟ أولاً: على المستوى الفني، هناك من يطلق ذريعة بأن المستوى الفني للدوري سينخفض في حال انضمام ستة أندية للمحترفين، ولكنه لا يشرح الأمر بوضوح، فقط يوضح أن زيادة عدد الفرق تقلل من الفائدة الفنية. لكن بحسبة إيجابية نجد أن زيادة الأندية لن تؤثر في مستوى الدوري إطلاقاً، بل سترفع مستوى الكثير من أندية الوسط والقاع في دوري المحترفين، وستصبح فرق منطقة الوسط تنافس فرق الصدارة، وستستفيد فرق القاع من اللعب أكثر والاحتكاك بالفرق الأخرى. ومن الطبيعي والواقعي أن الفرق الضعيفة ستخسر أمام الفرق القوية، وإن حدث عكس ذلك فهو غير طبيعي، وفي النهاية ستحل الفائدة على الجميع باللعب أكثر والاحتكاك أكثر. سؤال لمن يطلق هذه الذريعة بعد أن وافق الاتحاد الآسيوي على طلبكم يا خليجيين في تأجيل زيادة الفرق والمباريات؟ هل ستُحل مشكلة المستوى الفني في العام 2012 ولن يعاني الدوري من انخفاض مستوى؟ ثانياً: اعتقد أن السعودية لا ولن تشتكي من عزوف الجماهير عن مدرجات المباريات، فقط الإمارات وقطر هما اللتان ستعانيان من ذلك، لكن هذه المشكلة بالذات لا علاقة لها بزيادة الأندية أو قلتها، فالمسألة تختص بثقافة شعب ومتطلبات دوري محترفين، بل على العكس قد تزيد الفرق الصاعدة من الحضور الجماهيري عندما ستسمح لجماهيرها بمشاهدة فريق البلد يواجه عمالقة الدوري. ثالثاً: زيادة الأندية ستزيد من الكوادر الوطنية من لاعبين وحكام ومدربين، فستكون أمام مدرب المنتخب فرصة مشاهدة 18 مهاجماً محلياً على الأقل، كما ستمنح الزيادة فرصة للحكام المحليين في المشاركة في إدارة الدوري، كما ستكون للمدربين المحليين فرصة في القيادة أو الانضمام للجهاز الفني للأندية. رابعاً: هناك من يتذرع بضعف البنية التحتية لبعض الأندية أو المدن، فنقول له إن الزيادة ستفتح مجالاً لبناء الفنادق والمطارات والشوارع والملاعب والمراكز التجارية، وكل ذلك في مصلحة البلد أولاً ومن ثم الرياضة، وأعتقد أن الحكومات ستتشجع وتتبنى هذه المشاريع. مهما شرحنا وفسرنا لإخواننا في الروابط يعتقدون أنهم الأدرى والأفهم من الجميع في مصلحة كرة بلدانهم، لكن كما قال لي صديق من مصر: «أنتم الخليجية مش بتوع شغل ووجع رأس». [email protected]