تؤثر بيئة العمل المادية (المبنى وخدماته المساندة كمثال) على سلوك الموظف وهذا يعطيه مساحة لتبرير التقصير في الأداء أو الفظاظة في التعامل مع المراجعين. وقد بدأت بالاشارة الى بيئة العمل لأن بعض الأجهزة المهمة التي تتعامل مباشرة مع الجمهور تعاني من المبنى وصيانته ونظافته وتصميمه وموقعه وهذا الوضع مزعج للموظف والمراجع. ولكن ماذا عن التعامل الفظ لموظف يعمل في مبنى جيد؟ ولماذا يشعر المراجع بالضعف أمام الموظف وقد يصل هذا الضعف الى مرحلة التوسل؟ هناك تطور ملحوظ في تقديم الخدمات في كثير من الأجهزة وهذا التطور يعود الى استخدام التقنية وتطبيقات الحكومة الالكترونية ومع ذلك سوف نضطر للتوقف ونقول (لكن) لأن السلوك الاداري لبعض الموظفين غير مقبول ويحتاج الى تطوير في الاستقبال والحديث وتقديم الخدمة المطلوبة والتقنية مهما تطورت لن تكون بديلا للتعامل الانساني. يشتكى أحد المراجعين من موظف يتحدث اليه دون أن ينظر في عينيه ويشتكي اخر من اللغة المستخدمة وانعدام الأريحية في التعامل ويشتكي ثالث من كونه يلاحظ أن بعض الموظفين يؤدون العمل بدون متعة وهذا ينعكس على سلوكهم وتعاملهم مع المراجعين. السؤال الآن: لماذا تغيب المتعة في العمل وهل هي السبب في تعامل الموظف الفظ مع المراجعين؟ الجواب موجود في بيئة العمل بجانبيها المادي والانساني. المادي يتمثل بالمبنى بكافة مكوناته اضافة الى الأمور المادية الأخرى مثل الراتب والمكافآت ويلاحظ أن بعض الأجهزة مثل الجوازات بحاجة عاجلة الى مبنى يناسب حجم وطبيعة العمل ويخدم احتياجات الموظف والمراجع الى جانب أهمية وجود فروع لتخفيف الضغط على الموظف وتقديم خدمة سريعة للمراجع. أما الجانب الانساني لبيئة العمل وهو الأهم فهو مجال واسع يتضمن قضايا كثيرة من أهمها النمط القيادي والاتصالات والمشاركة والعلاقات الانسانية وكل العناصر الانسانية ذات العلاقة بالرضا الوظيفي. ومن أسباب المتعة في العمل وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وهذا يتطلب التعرف بشكل دقيق على خبرات ومهارات الموظف وتطلعاته. كما تتحقق المتعة في العمل من خلال توفر العلاقات الانسانية والعمل الجماعي والتكامل الذي ينمي التنافس البناء بين الادارات والأفراد. يضاف الى ذلك عناصر مهمة أخرى مثل الأمن الوظيفي والثقة والتقدير والعدالة في فرص التطوير والاثراء الوظيفي وتعزيز مبدأ التفكير الايجابي. ومن العناصر المهملة عنصر التسلية واضافه شيء من الفرح والفكاهة فوجود بيئة عمل يتوفر فيها مجال لروح الفكاهة عنصر ايجابي وحافز معنوي يخفف من ضغوط العمل ويقوي العلاقات الانسانية.