درج كثيرون من أبناء بعض الدول الفقيرة خصوصاً الأفريقية على الجلوس في منازلهم من دون أعباء تذكر إلا من رعاية الأطفال الصغار، بينما تقوم النساء بتحمل مسؤولية الإنفاق على الأسرة... وعندما انتقل بعض هؤلاء للعيش في المملكة أطلقوا نساءهم للتسول في الشوارع، نظراً إلى عدم توفر أعمال لهن أو مهن تتلاءم مع المرأة في المملكة. عصابات لها إمكانات طائلة في جلب الأطفال والنساء وتوزيعهم في الأماكن المكتظة تؤكد بعض الإحصاءات، أن معظم المتسولين في المملكة ينحدرون من جنسيات وافدة، ويشكلون 99 في المئة من المتسولين في المملكة. يشير مدير مكافحة التسول في منطقة مكةالمكرمة سعد الشهراني، إلى أن هناك حملات لمحاربة هذه الظاهرة يتم تكثيفها في المواسم التي تزداد فيها، وهناك جهات حكومية عديدة لهذا الغرض من ضمنها الشرطة والمرور ومكافحة التسول وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعادة ما تكون هذه الحملات في الفترات الصباحية والمسائية من خلال برامج أعدتها الشرطة خصوصا حينما يحين موعد شهر رمضان المبارك. جهود كبيرة من بعض الجهات الحكومية في انحسار حجم (الظاهرة) واختفائها قريباً ويضيف أن التعليمات الصادرة من وزارة الداخلية أقرت أن التسول جريمة لا بد من القضاء عليها، وهناك أيضا خطط تهدف إلى القضاء على هذه الظاهرة من جذورها من خلال المراقبة والمتابعة المستمرة لمداهمة أوكار تجمع المتسولين، كما أن لوزارة الشؤون الاجتماعية جهوداً كبيرة لبحث ظروف المواطنين والمساعدة في توفير مصدر رزق لهم. مدير مكافحة التسول في منطقة مكةالمكرمة عادة ما كان يدلي بتصريحاته الصحفية تفيد بأن 99 في المئة من المتسولين في كل مدن المملكة هم من الوافدين وفي كثير من الحالات يتدثرون بأزياء سعودية لإخفاء ملامحهم الحقيقية بينما يشكل السعوديين 1 في المئة. سعد الشهراني وتتخذ عصابات التسول إستراتيجية في توزيع أفرادها على الأماكن المكتظة من الأسواق أو الشوارع أو المساجد أو حلقات الذكر، ووضعت أسلوباً يمكنها من الوصول إلى أهدافهم المنشودة فهناك مسؤول عن كل مجموعة مهمته مراقبة هؤلاء الأطفال، وحثهم على العمل من دون تقاعس. تقول الكاتبة الروائية وسيدة الأعمال جوهرة بنت محمد الصالح ل"الرياض"، إن مثل هذه الظاهرة السلبية في سلوكيات مثل هؤلاء الأطفال تفضي بهم إلى خانة الإجرام، وذلك لأن الطفل وفي هذه المرحلة من العمر يبحث عن المال من خلال التسول ويهتم به، وحينما يتقدم به العمر فإن فرص التسول تتقلص ولا يجد من يعطف عليه مما يقوده إلى وسائل أخرى للحصول على هذه الأموال من خلال امتهانه للسرقة أو أعمال أخرى كلها مرتبطة بوسائل الإجرام، وترى إحدى الضالعات في مجال حقوق الإنسان أن التسول أصبح ظاهرة تستدعي الانتباه في كثير من المناطق المختلفة في المملكة، وتنتشر هذه الظاهرة في المدن الكبيرة والأماكن المزدحمة. جوهرة الصالح وتضيف أن وجود مثل هذه الظاهرة في بلادنا تدعو إلى الدهشة والاستغراب معا لأن بلادنا لها من الإمكانيات المادية الكبيرة التي تؤهلها في تحقيق الحياة الكريمة وتوفير العيش الرغيد لكل مواطن. وقالت الصالح، إن الأسلوب الذي تنتهجه الدولة للقضاء على هذه الظاهرة يشوبها الكثير من القصور لاسيما وأنها تحتاج إلى اقتلاعها من الجذور. وذكرت أن هناك جهوداً كبيرة تبذل في هذا الصدد إلا أن ظاهرة التسول تزداد يوما بعد يوم، مشيرة إلى أن الطرق المعمول بها من القبض على هؤلاء المتسولين وفرز السعوديين من غيرهم لا تفضي إلى علاج ذلك لان إيقاع العقوبات الصارمة والقوية على تلك العصابات ربما تؤدي إلى إيجاد الحلول الممكنة، وهذه العقوبات لابد أن تكون بالسجن والغرامة معا بجانب الترحيل. أما دور الشرطة في مكافحة التسول، وفقاً للتصريحات الصحفية للناطق الإعلامي لشرطة جده الملازم أول نواف البوق، فإنه يكمن في انتهاجها لخطط محكمة لمتابعة ومراقبة المتسولين لمدد تتراوح ما بين 24 و48 ساعة لمعرفة أوكارهم ثم مداهمتها وقت التجمع، إذ تمكنت الشرطة من خلال هذه الخطط من العثور على أوكار تقع في غالب الأحيان في أحياء شعبية، وبالتالي تمكنت الشرطة من تقليل حجم هذه الظاهرة وكثير ما يتم في مثل هذه الحالات العثور على أموال طائلة.