شدد رئيس الجمهورية التونسية المؤقت منصف المرزوقي على أن الروح التوافقية وحدها الكفيلة بأن تعطي تونس كل الحظوظ للنجاح بدل الصراع العبثي والاختيارات الخطيرة التي تتبناها بعض الأحزاب السياسية... وقال المرزوقي ان لا بديل عن المؤسسات الشرعية الموجودة في البلاد وأي خروج عنها هو مغامرة مجهولة العواقب.. وأكد ضرورة أن يلعب الاتحاد العام التونسي للشغل دوره التاريخي كالعادة في توحيد الصفوف وزرع بذور التوافق من أجل عودة الاستثمار وعودة عجلة الدورة الاقتصادية وانخفاض الاسعار والتمهيد لمناخ انتخابي... وأكد المرزوقي في الكلمة التي القاها في الاحتفال بيوم العمال العالمي على قيمة العمل كثقافة تعيد تأسيس المشهد التونسي بعد الثورة قائلا لا يوجد بلد خرج من لعنة الفقر إلا وكانت فيه قيمة العمل عالية وذلك كحل بدل الاقتراض.. مبيّنا أن الجهد لا بد أن يتركز على إقناع المواطنين بأن العمل وحده هو الطريق المؤدية الى أعلى المراتب... وفي حديثه عن الوضع الأمني في البلاد والأحداث الجارية في جبال الشعانبي قال المرزوقي ان الإصابات التي لحقت بأمنيين وعسكريين جراء الألغام التي زرعها الإرهابيون بجبل الشعانبي من ولاية القصرين تعد منعطفا غير مسبوق يهدد أمن البلاد ونجاح ثورتها وأشار إلى أن هذه المجموعات الإرهابية تشكل "خطرا كبيرا يجب على الجميع أن يتحد ويقف وقفة حازمة من أجل الحد من انتشارها". وقال إن "هؤلاء الإرهابيين هم ضحية غسل للدماغ وتراكمات سنوات طويلة من التهميش والفقر إذ يعتبرون جرمهم من قبيل التقرب إلى الله" وأوضح أن هذا الأمر يتطلب "معركة فكرية " من أجل إرساء الدولة المدنية التي يكون فيها الإسلام معتدلا" ملاحظا أن "المعالجة الأمنية لهؤلاء يجب أن تكون أيضا في إطار حقوق الإنسان". وأضاف أن "أرض تونس يجب أن تنبت الزيتونة بدل الألغام" وأن تتحد كل الطبقة السياسية للحد من العنف وظاهرة الارهاب التي تضرب العديد من البلدان في العالم. الى ذلك تطارد القوات المسلحة التونسية مجموعتين من المقاتلين قرب الحدود الجزائرية واحدة في جبل الشعانبي والثانية في ولاية الكاف على ما افاد امس الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي. وصرح العروي "هناك مجموعتان، واحدة في جبل الشعانبي وتضم 15 والثانية تضم عشرين شخصا في ولاية الكاف قرب الحدود الجزائرية"، بدون مزيد من التفاصيل.