كرمت اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة هذا الأسبوع الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وصاحب المصنفات المتعددة في التأليف والتحقيق والشروحات التي تتعلق بالشعر الجاهلي والمعلقات. وفي مطلع هذا الاحتفاء تحدث الخوجة مرحباً بالضيف الكريم ، مشيرا إلى أنه تيسر له الاطلاع على بعض كتاباته وعرف جهوده المقدرة لتوثيق تراثنا الشعري والأدبي وإبراز قيمته الجمالية، وأن المحتفى به كان أكثر تدقيقاً في تحقيقه لما ورد من إشارات إلى (المكان) في نصوص الشعر القديم، كما يبرز ملمحاً آخر شديد الأهمية في مؤلفاته وهو اهتمامه بالمعاجم المختلفة التي خصصها لبعض الحقول الأدبية والفكرية التي يستفاد منها عميم الفائدة في مجالات شتى فقد توفر دراسة غريب اللغة في معجم أسماه (من غريب الألفاظ المستعمل في قلب جزيرة العرب).. إضافة إلى تعدد مسارات التأليف عنده بما لا يتسع حيز كلمتي للتفضيل فيه غير أن الإشارة إلى أنها شملت التاريخ والأدب والأنساب والقبائل ومعرفة البلدان لذلك تعدد منابر التعبير عنده في قاعات الدرس محاضراً ومشرفاً وفي الصحف والمجلات والإذاعة والتلفاز وأيضاً الندوات والمشاركات الثقافية. بعد ذلك ألقى الدكتور عبدالله مناع كلمة عن فارس الاثنينية الذي سعد بصدور كتاب الفيصل ذي العنوان (المعلقات العشر) لكون الشعر الجاهلي هو عنوان ثقافة العروبة وفكرها وهو يعبر عن ثقافة أمة ويشكل محتوى إعلامها.. ثم ألقى الدكتور يوسف العارف كلمة بهذه المناسبة الذي أوقفه على جهود الدكتور الفيصل المعرفية في تحقيق المواقع والأماكن الواردة في شعر الأقدمين، معتبرا أنه بذلك حقق السبق والمبادرة والتميز فيما لم يلتفت إليه الآخرون فحقق كثيراً من المواضع والمواقع التي جاءت في الشعر الجاهلي وصدر الإسلام واقفاً على حقيقتها ومصححاً لما علق بها من أخطاء الشُراح والنقاد والباحثين، فكانت تلك المواقع والمواضع مجالاً رحباً لزيارته ووقوفه على طبيعة ليحددها بأسمائها الحالية المعاصرة والقديمة الجاهلية. موضحا بأن المكرم تميز بالمنهج العلمي الدقيق والصارم في تخريج النصوص وتحقيقها إذ لا يكتفي بتحديد الأماكن الواردة في الشعر القديم من خلال المصادر بل يقوم باستنطاق النصوص والوقوف على المواقع من خلال الطبيعة. ثم ألقى المحتفى به الدكتور عبدالعزيز الفيصل كلمته حيث ذكر فيها أن العمل الأكاديمي في الجامعة يحد من الانطلاق في التأليف ويبعد عضو هيئة التدريس عن التأليف وألاحظ غزارة الإنتاج المؤلف خارج الجامعة وقلة إنتاج المؤلف داخل الجامعة، ذلك أن المؤلف داخل الجامعة محكوم بالتأليف للترقيات وهو تأليف محكوم بتوجه القسم واختصاصه، لكن المؤلف خارج الجامعة منطلق يملك وقته ويملك توجهه في الكتابة لا يحده حاجز ولا يمنعه مانع وتنفتح أمامه آفاق الكتابة، فهو طائر مغرد في أجواء المعرفة يقطف من ثمارها ما يشاء، مستعرضا جوانب من دوره في الإشراف على الرسائل العلمية ومناقشتها وهي كثيرة وفي شعر القبائل العربية كباهلة ومذحج وذبيان وبني سعد وقضاعة وبني عمر وبني يربوع وكنانة، إلى جانب ما أشرف وناقش على رسائل في تحقيق المخطوطات. ويشير الفيصل من كثرة البحوث والكتب التي يطلب منها فحصها وتقويمها حتى أنه يصله في الشهر الثلاثة والأربعة، وهذا العمل المرهق يستهلك وقت أستاذ الجامعة، وعن جهود الدكتور الفيصل في الصحافة والإذاعة يوضحه في إسهامه في الصحافة المحلية حيث كتب أول مقالة وهو طالب في الكلية وكان موضوعها طريق الفيصل المرصوف في محافظة ظهران الجنوب، كما نشر بعد ذلك العديد من المقالات في عدد من الصحف المحلية والمحلات العربية.. التي جمع الفيصل خلالها بعض مقالاته في كتابه (رؤى وآفاق) الذي جاء في ثلاثة أجزاء، وكذلك الإذاعة فقد أذاع خمسمائة حديث على مدى أعوام. وعن إسهامه في التأليف فقد صنف المحتفى به كتاب شعر القبائل جاء ستة أجزء كما حقق وجمع ديوان الصمة القشيري وفي فنون الدراسات الأدبية ألف ثمانية كتب أما التاريخ فله فيه كتابان ومجال النقد له فيه كتاب واحد وكذلك شرح الشعر له فيه كتاب واحد.. بعد ذلك أشرع باب الحوار بين المحتفى به وجمهور الاثنينية قدمت فيه كثير من المداخلات والمناقشات التي حملتها أسئلة الحضور.. في نهاية هذه الاحتفالية قدم الشيخ عبدالمقصود خوجه لوحة الاثنينية لفارس الحفل الدكتور عبدالعزيز الفيصل تكريماً لدوره الأكاديمي والبحثي والثقافي في ساحتنا الثقافية.