أرجع أستاذ الآداب العربية القديمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الناقد المتخصص في تراث الجزيرة العربية الدكتور عبدالعزيز الفيصل، تأخر ظهور عديد من مؤلفاته إلى انشغاله بمهنة التدريس والإشراف على الرسائل الجامعية لفترات طويلة، واصفاً ما قدمه بجهد المقل. وقال الفيصل، خلال أمسية تكريمه في إثنينية عبدالمقصود خوجة مساء أمس الأول في جدة: يمكن ملاحظة غزارة إنتاج المؤلف خارج الجامعة، وقلة إنتاجه داخلها، لافتاً إلى أن «المؤلف خارج الجامعة منطلق يملك وقته، ويملك توجهه في الكتابة، ولا يحده حاجز». وتحدث الفيصل في كلمته خلال الأمسية، عن إسهاماته في توثيق ثقافة وتراث الجزيرة العربية. من جانبه، أشار مؤسس «الإثنينية» عبدالمقصود خوجة، في كلمته التي افتتح بها حفل التكريم، إلى ملمح مهم في مؤلفات المحتفى به، وهو اهتمامه بالمعاجم المختلفة، التي خصصها لبعض الحقول الأدبية والفكرية. وقال إن الفيصل حين انتبه إلى تصاعد وتيرة التحديث في منطقته (عودة سدير)، كأحد تجليات عصر الرفاهة الاقتصادي، شعر بالحاجة إلى وضع كتاب يحفظ ثراء المكان من طرق قديمة هجرت، إلى حرف اندثرت، وعائلات انتقلت إلى مرابع أخرى، فحفظ كل ذلك في معجم آخر هو «معجم عودة سدير» بهدف ربط الأجيال الحديثة بتاريخهم، وإلقاء الضوء على علاقة «عودة سدير» بمناطق نجد الأخرى. وشهدت الأمسية تقديم شهادات عن المحتفى به، بدأها الدكتور عبدالله مناع، الذي أشار إلى قيمة ما حققه الفيصل، خاصة في ديوان الشعر الجاهلي، الذي يقدمنا كأمة ذات حضارة تأملية قوامها فكر وبيان، «لأن الشعر الجاهلي يمثل عنواناً لثقافة العروبة». ووصف الناقد الدكتور يوسف العارف الضيف بالناقد والباحث الرحالة، لقدرته على تحقيق المواقع والديار من خلال ديوان الشعر العربي القديم، مصححاً لما اعتلق بها من أخطاء.