أكبر مشكلة تعانيها الرياضة السعودية باستثناء لعبة كرة القدم أن اللجنة الأولمبية تتعاطى مع الألعاب المختلفة على أنها سقط متاع، ولذلك فهي تدير لها الظهر سواء أنجزت أم لم تنجز، وهو ما لا يمكن إنكاره بتصريحات معلبة أكل عليها الدهر وشرب. أما المشكلة الأكبر فتكمن في وضع اللجنة الأولمبية لكل الألعاب المختلفة في سلة واحدة، إذ تتساوى لديها الاتحادات الناجحة مع الفاشلة، إذ لا فرق بين اتحاد يتأهل لبطولة العالم على مستوى الأندية والمنتخبات، ويحقق الإنجازات على كافة الأصعدة الإقليمية والقارية، وبين اتحادات أكبر همها أن تشارك خليجياً وعربياً. هذا الواقع المزري يعريه الاتحاد السعودي لكرة اليد وأنديته وهو الذي حفظ للجنة الأولمبية شيئاً من ماء وجهها بعد توالي الخيبات على الرياضة السعودية بدءاً من اتحاد كرة القدم، ومروراً بالاتحادات الأخرى بما فيها اتحاد ألعاب القوى بكل ألعابه ولاعبيه، ومع ذلك ظلت كرة اليد بمثابة "البطة السوداء" لدى اللجنة الأولمبية. ليس أدل على ذلك من تجاهل اللجنة لتأهل منتخب اليد الأول لمونديال إسبانيا، فلا حفاوة تليق بالإنجاز الكبير، ولا احتضانا للعبة يستشعر من خلاله الإداريون العاملون واللاعبون المضحون بقيمة هذا المنجز الوطني، بل ولا إعدادا يليق بقيمة الحدث. يكفي أن نعرف أن ميزانية معسكر الإعداد لم تصرف إلا قبل انطلاق بطولة العالم بيومين! قبل المنتخب واجه نادي مضر الذي حقق بطولة آسيا وهو المدقع فقراً صنوف التجاهل حتى بلغ حد الإذلال يوم أن صرفت له مبلغ لا يزيد على 75 ألف ريال لتدبير أموره في بطولة العالم للأندية التي استضافتها قطر، ولم تنس رعاية الشباب أن تلزمه بتحمل مشاركة الحكام السعوديين والمنسق الإعلامي، قبل أن يضج الوسط الرياضي ليأمر الأمير نواف بن فيصل بصرف 500 ألف ريال للفريق في وقت كان قد وصل للدوحة. الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فالميزانية المخصصة للعبة لا تدلل على أن ثمة تمييزاً لهذا الاتحاد على الرغم من كل منجزاته التي حققها طوال عقدين، إذ لا فرق لدى اللجنة الأولمبية بين اتحاد يصل لكأس العالم ست مرات على مستوى الكبار؛ فضلاً عن تأهله لمرات أخرى على مستوى الفئات السنية والأندية، وبين اتحادات لم تغادر أقدام منتخباتها وأنديتها حدود القارة، وهو ما يؤكد الظلم الذي تعانيه كرة اليد، الذي ضرب بأطنابه أعماقها. كل هذا الظلم، وذلك التجاهل لم يفت من عضد مسؤولي اللعبة وأنديتها ولاعبيها، فها هو ذا عبدالرحمن الحلافي يقود كتيبة اليد لحضور مشرف جديد من خلال المستويات والنتائج التي حققها المنتخب الأول في مونديال إسبانيا الذي أبهر بها العالم رغم الإعداد الضعيف، وكأني بهم أرادوا أن يقولوا للجنة الأولمبية ألم يحن الإنصاف بعد؟!