مرت سنة 2010 على الرياضيين السعوديين ثقيلة كالجبال وبطيئة كالسلحفاة ومرة في معظم أوقاتها كطعم العلقم وكيف لا تكون كذلك والمنتخب السعودي الأول خسر وأول مرة منذ سنة 1994 بطاقة التأهل لمونديال التي نظمتها جنوب أفريقيا إضافة إلى إخفاقات معظم الاتحادات الرياضية السعودية وعدم تحقيقها للنتائج المرجوة، ورغم كل ذلك كان من الصعب أن ينتهي العام من دون تحقيق الإنجاز في ظل الدعم اللامحدود الذي تحظى به الرياضة السعودية على كافة الأصعدة، (دنيا الرياضة) رصدت أبرز المنجزات الرياضية التي حفلت بها سجلات الرياضة السعودية خلال العام المنصرم.. كأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة أهدى نجوم المنتخب السعودي للاحتياجات الخاصة لكرة القدم الشارع الرياضي السعودي والعربي والآسيوي كأس العالم الخامسة بعد الفوز المستحق على هولندا في جنوب إفريقيا 1- صفر بهدف سجله عمر الكسار في الشوط الإضافي الثاني بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل صفر- صفر في مواجهة دانت السيطرة فيها لنجوم "الأخضر" الذين حافظوا على اللقب للمرة الثانية بقيادة المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد. ورغم قوة الفريق الهولندي الذي حرص على رد اعتباره بعد خسارته للنسخة الرابعة عام 2006م في ألمانيا. «كولمبيا» سجلت اسماً للسعودية و«غوانزو» كشفت المستور كما حقق منتخب المملكة للصم لكرة القدم انجازاً عالمي جديد بتأهله لنهائيات كأس العالم للصالات، إذ يعتبر هذا التأهل هو الرابع لمنتخب الصم، ليضيف ذلك لسجلات السعودية انجازاً عالمي من خلال تسجيل الحضور المشرف. صياغة دولية للجان الاتحاد السعودي بداية النجاحات اللافتة للعام المنقضي 2010 كانت بإعلان التشكيل الجديد للجان اتحاد الكرة السعودي الذي ضم (111) عضواً منهم (78) عضواً جديداً إضافة إلى عدة لجان جديدة تتوافق والنظام المتبع في التشكيل الهيكلي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).. وهو المنعطف الأعلى دافعية للقدرات الإدارية والتنظيم للمرحلة الاحترافية المقبلة التي جسدت حرص اتحاد الكرة بقيادة الأمير سلطان بن فهد على مواكبة كل المتغيرات وخلق بيئة ناجحة لها في الرياضة السعودية تتزامن والواقع الموجود وهو تخطيط أقل ما يُقال عنه إنه (ضربة معلم). تأهل منتخب المملكة للشباب لمونديال كولومبيا جاء تأهل المنتخب السعودي للشباب لكرة القدم إلى بطولة كأس العالم للشباب 2011 التي تستضيفها كولومبيا بعد معاناة وجهد كبير بذله لاعبونا الشباب ومن خلفهم من طواقم فنية وطبية وإدارية إذ ليس من السهل أن تكسر عناد (الكرة) وجنونها أحياناً فقد تسير بك إلى طريق مسدود لا يعبّر عن طموحك أو حتى دعمك واهتمامك.. لكن الإصرار والثقة والبناء الصحيح يجعل من ذلك (العناد) جداراً قصيراً يسهل تجاوزه وهو ما فعله منتخبنا الوطني للشباب بكادر وطني وضعت فيه الثقة والدعم فكان النتاج إنجازاً آسيوياً يثبت أن صقور الكرة السعودية الجدد قادمون وبقوة للحاق بركب نجومية زملائهم الكبار.. فالتأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة في كولومبيا إنجاز مشرف يعطي الامتياز للعمل المخلص والجاد لاتحاد الكرة ولأعضاء هذا المنتخب المميز. تحقيق منتخب الناشئين لوصافة الخليج وعلى ذات المنوال كان منتخبنا الوطني للناشئين بقيادة كادر وطني خالص يمارس التحدي مستمداً قوته من التاريخ الكبير للكرة السعودية ليحقق علامة الرضا في بطولة المنتخبات الخليجية للناشئين بالكويت ظافراً بالمركز الثاني ومقدماً الوصافة دليلاً على بزوغ براعمه الصغيرة ومهدياً الوطن اطمئناناً على مسيرة صغاره وقوة حضورهم خارجياً إذا ما عرفنا أن المنتخب الصغير قدم مباريات فائقة الجودة خلال البطولة رغم حداثة الخبرة والاحتكاك. كالعادة الإنجاز الأكبر للفروسية وألعاب القوى والكاراتيه كرة اليد والإنجاز الآسيوي ربما يجهل (بعضهم) اسم هذا الفريق العريق بتاريخه ونجومه.. لكن رعاية الشباب التي تحتضن كافة أندية الوطن بالرعاية والاهتمام لا تتجاهل أي نادٍ.. فكان أن وصل فريق كرة اليد بنادي مضر من القديح إلى نهائي البطولة الآسيوية لكرة اليد التي احتضنتها لبنان؛ حيث حل في المركز الثاني بعد أن كاد يخطف الكأس لولا ضياع ضرباته الجزائية التي تجاوزت الست ضربات.. لكن المجمل يثبت أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تعطي الشمولية لمتابعة الأندية كاملة مما كان له تأثير بالغ في بزوغ نجومية وإنجازات كثير منها وفي مختلف المناطق. الفروسية.. ومعانقة العالمية عانقت الفروسية السعودية العالمية العام المنقضي وسجلت أكبر إنجاز عربي بميدان قفز الحواجز من خلال نجاح فارسنا العالمي البطل عبدالله شربتلي (26 سنة) في تحقيق لقب جديد بانتزاعه الميدالية الفضية على مستوى الفردي في بطولة العالم السادسة لألعاب الفروسية التي جرت منافساتها بمدينة ليكسينتغون بولاية كنتاكي الأمريكية. وجاء تتويج الفارس شربتلي وصيفاً لبطل العالم الفارس البلجيكي فيليب لي جيون (50 عاما) ولا شك أن فارسنا العالمي عبدالله شربتلي بهذا الانتصار المذهل منح الفروسية السعودية الزعامة العربية وحقق حلمه بفرض اسمه بقوة بين عمالقة فرسان العالم وإسعاد أبناء المملكة العربية السعودية بتكرار نجاح الفارس الأولمبي خالد العيد في تحقيق برونزية أولمبياد سيدني قبل عشر سنوات. كما يعد انجاز الفارس شربتلي أولى ثمار إنشاء صندوق الفروسية الذي أعلن قبل سبعة أشهر وكان في مقدمة المهنئين رئيس مجلس الأمناء بصندوق الفروسية السعودية الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد بجانب رئيس مجلس إدارة الصندوق الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس الاتحاد السعودي للفروسية الأمير نواف بن فيصل بن فهد. كما فتح إنجاز الفارس السعودي العالمي عبدالله الشربتلي المتمثل بوصافة بطولة العالم لألعاب الفروسية أبوابا واسعة نحو المزيد من الإنجازات التي تتواكب والدعم الذي حظيت به هذه الرياضة من فارسها الأول خادم الحرمين الشريفين الذي نقلها من مرحلة الهواية إلى مرحلة الإنجازات العالمية، وكان الإثبات من الشربتلي وزملاؤه أعضاء المنتخب السعودي الذين أكدوا قدرتهم على مقارعة أقوى الفرسان العالميين وأكثرهم خبرة وتمرساً في المنافسات الدولية، وزاد القائمين على الفروسية السعودية سعادة لكون هذا الإنجاز بمنزلة الغيث الأول بعد تأسيس صندوق الفروسية بأمر من الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وفي قوانغتشو الصينية من خلال دورة الألعاب الأسيوية 1431ه أحرز الفارس السعودي رمزي الدهامي ذهبية الفردي في قفز الحواجز للجولة الثانية، فيما طارت الميدالية البرونزية الفردي للفارس خالد العيد. الكاراتيه تتألق وفي الدورة ذاتها حقق النجم الصاعد عماد المالكي فضية وزن 55 كغ، وذلك بعد خسارته في النهائي أمام الماليزي رامسامي بالتصويت بعد التعادل في النقاط سلبياً بعد مباراة قوية من الطرفين، وكان المالكي المولود في 9 ربيع الآخر 1410ه وصل للنهائي بعد تخطيه لاعباً من تيمور الشرقية بسهولة 6 - صفر في دور الثمانية، ثم هزم لاعبا تايلنديا في نصف النهائي بنتيجة 3 - صفر وكان قريباً من الذهبية لولا رأي حكم النهائي الصيني. ألعاب القوى وعادة الحضور المبهر كان للمنتخب السعودي في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت بقوانغتشو ببكين حضور قوي كالعادة من خلال ألعاب القوى ونجومها السعوديين الذين حفظوا ماء الوجه الذي كادت أن تسكبه غالبية الألعاب بحضورها السيئ؛ إذ حصد أبطالنا أرقاماً مميزة فحقق العداؤون محمد الصالحي، وحامد البيشي، ويوسف مسرحي، واسماعيل صبياني، الميدالية الذهبية لفريق التتابع في 400 متر بزمن قياسي على المستوى الآسيوي بلغ 3.02؛ ليستحق نجومنا الميدالية الذهبية على مستوى الفرق، وأحرز البطل السعودي حسين السبع برونزية الوثب الطويل بعد أن حقق مسافة 7.96، فيما كان للعداء السعودي محمد شاوين شرف تحقيق الميدالية الذهبية لسباق 1500م التي رفرف بسببها علم المملكة العربية السعودية خفاقاً في ميادين الصين، وفي سباق 3000م موانع حقق علي العامري الميدالية البرونزية. الجولف والإبداع حقق لاعب المنتخب السعودي للجولف لفئة الناشئين عبدالرحمن المنصور المركز الأول في البطولة العربية للجولف التي اختتمت في تونس في منافسات ال "نت" متفوقاً على جميع منافسيه لاعبي المنتخبات العربية الأخرى، وحصل لاعب المنتخب السعودي الأول للجولف الدولي خالد العطية على المركز الثالث في منافسات ال "قروس" لفئة الكبار، وحل المنتخب السعودي الأول في المرتبة الثالثة في الترتيب العام. اتحادات الإخفاقات تواصل النوم على وسادة الإعداد مازالت عدة اتحادات تراوح مكانها فكثرت الانسحابات خوفا من الفشل الذريع وسجلت المشاركات في البطولات الاقليمية والقارية نتائج مخيبة للامال بالرغم من توفر إمكانات واقامة معسكرات تسمح لهذه الاتحادات بالمنافسة على الاقل. دورة الالعاب الآسيوية الاخيرة كشفت بجلاء ان العابنا لازالت تغط في سبات عميق فمن خلال 18 لعبة شاركت في الاسياد خرجت 15 منها بفشل ذريع ولم تحقق شئيا يذكر. نتمنى صادقين أن تضاعف جميع الاتحادات السعودية عملها فلا يقف المنجزون عند انجازاتهم السابقة ويتحرك العاملون في اتحادات لم تربح لانتشال اتحاداتهم والعمل على أن يكون الهدف هو الانجاز ولا شيء غيره.