الحصيلة السعودية المتواضعة في دورة الألعاب الآسيوية لعام 2010، وفي باقي المشاركات القارية لكافة الألعاب العام الماضي لم تكن مرضية للشارع السعودي، وهذا يعود إلى غياب الاستراتيجية والتخطيط طويل الأمد عن الاتحادات الرياضية، وتواضع الأفكار في مراكز إعداد القادة والأبطال الرياضيين، وسوء استثمار الرياضيين وتسويقهم ورعايتهم؛ فضلا عن تأثر عدد كبير من الاتحادات بعدم وجود راع رسمي مما أجبرها على تقليص الصرف على المعسكرات التدريبية والتعاقد مع المدربين أصحاب الخبرة والكفاءة والاكتفاء بآخرين محليين لم يتمكنوا من خلق إضافة نوعية لخامات الرياضيين الواعدين. وحلت السعودية في أسياد غوانغو في المركز الأول عربياً مستغلة تراجع الرياضيين القطريين لتحرز 13 ميدالية (خمس ذهبيات وثلاث فضيات وخمس برونزيات) مقابل 14 ميدالية قبل أربع سنوات (ثماني ذهبيات وست برونزيات)، تبعتها البحرين الثانية عربياً برصيد تسع ميداليات (خمس ذهبيات وأربع برونزيات) مقابل 21 في الدوحة (سبع ذهبيات وعشر فضيات وأربع برونزيات). الواقع الرياضي السعودي بات مهدداً بالخطر من رياضيي شرق القارة الصفراء الذين يفرضون هيمنتهم على الألعاب الآسيوية دون وجود منافسة حقيقية، حتى أصبحت المشاركة العربية شرفية في كثير من الألعاب وأخذ البعد التنافسي بين دول الضاد مقتصراً على ترتيبها في قائمة توزيع الميداليات، ورغم الإنجاز الفريد الذي حققه منتخب الاحتياجات الخاصة في الحفاظ على كأس العالم للمرة الثانية، من جانبها، قررت اللجنة الأولمبية السعودية اعتماد مشروع الصقر الأولمبي في مكافآت اللاعبين والبالغة نصف مليون ريال للمنتخب الحاصل على ميدالية ذهبية، و300 ألف للفريق الحاصل على ميدالية فضية و200 ألف للبرونزية، في حين سيحصل الرياضيون الأفراد على 70 ألف ريال للميدالية الذهبية، و50 ألفا للميدالية الفضية، و30 ألفا للميدالية البرونزية، ويعد التكريم محفزا للرياضيين السعوديين للتحضير الجيد للألعاب الأولمبية 2012 التي ستقام في لندن، حيث تسعى الرياضة السعودية إلى تسجيل أقوى حضور وتجاوز محصلة دورة سيدني 2000. وكانت اللجنة الأولمبية السعودية تهدف من مشاركتها في الأسياد إلى تصنيف الاتحاد الرياضية السعودية إلى ثلاثة أقسام للوقوف على المعوقات التي أخرت تطورها وعدم قدرة رياضييها على المنافسة الآسيوية فخرجت بهذه التوصيات. فرسان من ذهب نجح صندوق الفروسية الذي أنشأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعم الفرسان في مشاركاتهم الدولية وإعدادهم لأولمبياد لندن في تحقيق إنجازات كبيرة خلال عام واحد فقط، حيث حقق الفارس عبدالله الشربتلي الميدالية الفضية في بطولة العالم لألعاب الفروسية التي أقيمت في ولاية كنتاكي الأمريكية كأول فارس سعودي يصل لهذا الإنجاز ليضاف إلى إنجاز خالد العيد الذي حقق الميدالية البرونزية في أولمبياد سيدني، ولم تتوقف الفروسية السعودية عند هذا الحد بل أضافت ذهبيتين وبرونزية الفردي والفرق إلى الحصيلة السعودية في دورة الألعاب الآسيوية، وتنتظرها مهمة حاسمة في تصفيات الدوري العربي والتي تبحث فيها عن التأهل إلى أولمبياد لندن كفريق بعد أن تأهل الشربتلي وزميله العيد إليها عبر بطولة العالم. أم الألعاب والأولمبياد وضع الاتحاد السعودي لألعاب القوى نصب عينيه المشاركة في دورة مجلس التعاون الأولمبية في البحرين، ودورة الألعاب العربية في قطر، وبطولة العالم في كوريا الجنوبية، للخروج بأكبر عدد من الميداليات فيها، حيث عدل البرنامج الزمني الداخلي بما يتواكب والمشاركات. ورشة عمل فنية وإدارية عقدها رئيس اتحاد اللعبة الأمير نواف بن محمد بحضور كافة الأعضاء والمدربين والإداريين والمستشارين. وزادت الميدالية التي حققها أبطال القوى في دورة الألعاب الآسيوية من مسؤولية اتحاد اللعبة واللاعبين في المحافظة عليها ومضاعفتها في الاستحقاقات المقبلة، حيث وصف رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد انتزاع ثلاث ذهبيات في أقوى المسابقات في أم الألعاب الآسيوية بالرائع والجميل بالحصول على ذهبية فريق التتابع الذي حققه اللاعبون الذين أثبتوا خلاله أننا أسياد هذا السباق بعد أن حققوه في أسياد بوسان 2002م، وأسياد الدوحة 2006م، وفي جوانزوا 2010، ما يؤكد أن السعودية تملك لاعبين رائعين ولا تحتاج سوى إلى تنمية مواهبها ودعمها، وكذلك الحصول على ذهبية الكرة الحديدية عن طريق البطل سلطان الحبشي الذي حافظ على لقبه في أسياد الدوحة 2006م بأرقام جديدة أهلته للمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى للكبار بكوريا 2011م وأولمبياد لندن 2012م. قبضة من فولاذ تعثر المنتخب السعودي لكرة اليد في التأهل السادس لكأس العالم لا يقلل من الإنجازات الكبيرة التي حققها طوال الفترة الماضية، حيث سجلت اليد السعودية حضورا لافتا خليجيا وعربيا وقاريا وصولا للتظاهرة العالمية الكبيرة، بعد طرق أبواب نهائيات كأس العالم خمس مرات، ولعل هذا الإنجاز الفريد جعل كرة اليد في السعودية هي اللعبة الشعبية الثانية، وهي اللعبة الأكثر وصولا لنهائيات كأس العالم ما بين الألعاب الجماعية المحلية، رغم سوء الطالع الذي لازم الأخضر في التصفيات الآسيوية الأخيرة واستمر معها في دورة الألعاب الآسيوية في جوانزو بحصول المنتخب على المركز الرابع. من جانبه، أوضح مدير المنتخبات السعودية محمد المنيع أن اتحاد اللعبة وضع استراتيجية للوصول إلى أولمبياد لندن بخوض التصفيات التي ستقام في أغسطس من السنة الميلادية الجديدة، إضافة لخوض الاستحقاقات الخليجية والعربية في كافة المراحل السنية لاستعادة الهيمنة السعودية على تلك البطولات. يذكر أن كرة اليد السعودية حققت الكثير من الإنجازات سواء على مستوى المنتخب الأول أو الشباب أو الناشئين وأبرزها: تأهل منتخب المملكة الأول إلى نهائيات كأس العالم في اليابان عام 1997م بعد أن حقق المركز الثاني في تصفيات غرب آسيا. تأهل منتخب المملكة الأول إلى نهائيات كأس العالم في مصر عام 1999م بعد أن حقق المركز الأول في التصفيات الآسيوية. تأهل منتخب المملكة إلى نهائيات كأس العالم 2001م في فرنسا بعد تحقيقه المركز الثاني في التصفيات الآسيوية. تأهل منتخب المملكة الأول لكرة اليد إلى نهائيات كأس العالم لكرة اليد في البرتغال 2003م عقب حصوله على المركز الثالث في بطولة آسيا المؤهلة للكأس التي أقيمت في إيران. تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم 2009 في كرواتيا للمرة الخامسة. حقق منتخب المملكة المركز الثاني في دورة الألعاب العربية السابعة في سوريا. حقق منتخب المملكة كأس العرب الثانية في القارة الآسيوية عام 1999م. تأهل منتخب المملكة للشباب إلى نهائيات كأس العالم في تركيا عام 1997م بعد تحقيقه المركز الثاني في البطولة الآسيوية الخامسة في الإمارات 1996م. إعادة هيبة الأخضر لن ترضى الجماهير السعودية بغير الكأس في معترك أمم آسيا الذي تستضيفه الدوحة في 7 إلى 29 الشهر الجاري؛ لإغفال عدم التأهل لمونديال 2010 الذي استضافته جنوب أفريقيا، وتحقيق كأس الخليج التي خسر كأسها أمام الكويت في النهائي أخيرا في عدن، وأمام المنتخب السعودي تحد جديد لإثبات قدراته الفنية، وأن الإخفاقات السابقة كبوة جواد عندما يستهل مشواره في النهائيات يوم 9 يناير بمواجهة سوريا ضمن المجموعة الثانية، ثم الأردن في 13 من الشهر ذاته واليابان في 17 منه، حيث لم يغب المنتخب السعودي عن نهائي كأس آسيا سوى مرة واحدة فقط منذ عام 1984 ولغاية 2007، حيث بلغ المباراة النهائية ست مرات وتوج باللقب في ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996 في حين خسر النهائي ثلاث مرات عامي 1992 و2000 أمام اليابان وعام 2007 أمام العراق. وكان المنتخب السعودي للشباب تأهل إلى كأس العالم في كولومبيا 2011 بعد فوزه على المنتخب الأوزبكي في دور الثمانية من كأس الأمم الآسيوية، وبذلك جاء التأهل بعد غياب سبع سنوات عن آخر مشاركة في عام 2003.