هل رأيتَ حروف اسمك ترقص فوق شفاه تبتسم، ووجهك مطبوعًا في سواد العيون ؟! لا تدارِ فرحك (الطفولي) حياءً لأنك كبرت.. أتذكر يا صاحبي يوم قلت لك : لا تزال شلالات الفرح تغرقني .. معك أنت كنتُ (أغسل كلماتي وأكويها)، لتأتيك أكثر بياضاً.! حينما تنتابني حالة فرح تسقط كل محاذيري.. تتهاوى كل بواعث التردد والقلق، فلا آبه لشيء، ولا لأحد قام أو قعد. إن في داخلي طفلًا لا يريد أن يكبر.. " وبراءة الأطفال في عينيه ". سأحتفظ به طبعاً، فهو أصدق وأنقى وأرقى منَّا نحن السادة الكبار.! قلت لي يومًا : " ظالمٌ هوَ الإنسان ومُفسد حين ينسى ذلك الطفل بداخله.. صباحُه أبيض كغطاء وليد لازال يحبو .. دعه يفرح حتى تدمع عيناه ، فهو والله يستحق ".! * * * لا أحد يستدعي البكاء يا صاحبي.. أرأيتَ ذلك الذي : " يبكي ويضحكُ لا حُزنًا ولا فرحا.. كعاشقٍ خطّ سطرًا في الهوى ومحا " ؟! كلنا بكينا .. وليس للحزن وحده يبكي الناس.. إن أعذب الدموع هي تلك التي تمتح من وريد التذكّر.. فيتعالى وجيب القلب، فيقرع الأضلع كما يقرع الكف (الطار)، فلا تدري مبعث الوجع، أهو " الطرق ولاّ حسِّ راعيه "؟! * * * **آخر السطور : " يطيح المزنْ لكنّ السّحابة ثابته ما تطيح .. مثل مداتنا لا مِن عطينا جات مضمونة .. وانا مانى بطيرٍ صاده القناص بالتلويح أنا طير على الغيمة، يحوم ولونها لونه ".!