إشتقت إليك والشوق لوعة لكن شوقي إليك وصال والعمر لحظة ذابت في ذوائبها .. أفراح لفها الحزن في أكفانه ( أتيتُ والحزنُ في الوجدان يتقد .... والوجه نامت على أركانه العقدُ والعين بات بريق الحزن يسكنها... واجتاحها الدمع واستشرى بها الرمد) .. وانطفأت مصابيح الفرح التي كنت زيتها ووقودها .. وهطلت دموع الشوق أنهارا تركنا رحيلك المباغت غرقى في بحور الشوق إليك. بعد النصف من رمضان الماضي رحلت قبل أن نستقبلك بالشوق والفرح وقبل أن نودعك بنظرة طوي.....لة، نخبئ فيها قسمات وجهك الوضاء ونحن على أعتاب لقياك نهرع لوداعك ألم مابعده ألم وجع أمرُّ من الوجع حزن؟! لا .. والله مابنا أكبر من الحزن! جاء رمضان وأنت في ترحالك الأبدي وهاهو رمضان يمضي.. وذكرى رحيلك جرح غائر نازف ساخن كالرغيف يقولون المصيبة تولد كبيرة ثم تصغر إلا مصيبتنا فيك كل يوم تصبح أكبر كل يوم نحتاج إليك نشتاق إلى صوتك إلى طيبتك إلى تسامحك إلى وقفتك إلى حضنك الشاسع إلى ضحكتك البريئة إلى نظرتك الآسرة إليك كلك حاضرا جسدا لا شوقا إليك يخاتل قلوبنا الحزينة يقولون النسيان نعمة لكننا نشتاق إليك ونستحضر مواقفك وقفشاتك وكلماتك كي لا ننسى كي تظل حاضرا أبدا كما كنت جسدا لا ذكرى باهتة نطاردها مرة وتطردنا مرات أصبحت أكثر حضورا وروحك الطاهرة تهزم آفة النسيان الذي يواري طيف الأحبة خلف ركامات الوجوه والأسماء والأماكن وصروف الزمان الذي لم يعد غير محطة إنتظار للرحيل إليك كأرض متعبة رحلت شمسها ولم تعد وجهك الوضاء وابتسامة ثغرك الباسم وقلبك الطفولي وطلتك البهية أكثر حضورا كلما ازداد شوقي إليك هذا العيد الثاني الذي يأتي بعد رحيلك عيد يأتي وأنت غائب ( فبأي حال عدت ياعيد ) ( أبكيك قلبا حنونا في تواصله ... يمد جسرا للقيا كل من بعدوا أبكيك « يا أخي» فالبين أرقني... حتى استطال المدى بالحزن والأمد) كل رسائل الشوق والحب والعشق « هباء « ألم تكن منك وإليك يا عمر العمر .. ترنيمة الحب أنت .. مازلت أنت في بعدك الممعن في الغياب.. متوج بالحضور الطاغي دائما في قلوبنا الحزينة .. ورؤى منامات تنير ليالينا وفي أحاديثنا على طاولة الطعام .. ونحن نحتسي فناجين القهوة في المساء نذكر قهوتك التي تصر على شربها مغلية على الطريقة اللبنانية وفي مناسباتنا التي أصبحت صامتة حزينة ... والدموع تفر قسرا من مآقينا تتدحرج على وجناتنا ونحن نرسم ابتسامة باهتة كي نحتوى الحزن عليك مؤطرا بالحنين والشوق إليك نرسم على قسماتنا إبتسامة حيرى لا هي جذلة ولا حزينة تأكيدا لإيماننا بقضاء الله وقدره .. وأن لكل أجل كتابا ... حبيب العمر أنت ... أشتقت إليك أشتقت إلى صوتك يصافح أذني مهاتفا متفقدا أحوالي أشتقت إلى شذى عطر ... إليك كلك في انتظار لحظة الرحيل إليك نتسلى بك .. أصبحت أكثر حضورا في قلوبنا المشتاقة كأرض متعبة تنتظر شيئا ما يحدث... انتظار المجهول الذي يكمن خلف لحظات الشوق عام مرعلى رحيلك الأبدي وهذا العيد قادم في موعده السنوى وانت غائب والأشواق تنمو في واحة الانتظار... لا تخبو كما يدعي الكثيرون عام مرّ وانقضى ولم يمض الحزن على فراقك والشوق إليك وسط كل الأحداث التي اجتاحت عالمنا ... أنت حاضر معي لو كان أخي حاضرا كان قال كذا وكذا... كان رأيه ومناقشاته وحماسه مختلفا لا يقل أحد أن لو تفتح عمل الشيطان ... لأني لم أقل ( لو ) بل هي خواطر وهواجس تتدفق كلما اشتد شوقي إليك وأنت كنجم قطبي لا يغرب عن سماء حياتي يمضني الوجع كلما رأيت الحزن في عيون إخوتك وأخواتك .. كلما نظرت إلى وجوه أبنائك الذين أصبحوا مصدر سعادتنا وفرحتنا. حبيبي في جنة الخلد أنت وزوجتك الحبيبة بإذن الله مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. ( وأنت مازلت في الوجدان جوهرة .... يحار في وصفها من بالمنى سعدوا فاهنأ أيا « أخي» في برزخ رحب.... يمحو خطاياك فيه الماء والبردُ وفز بجنة خلد أنت بالغها.... فما فعلت يحاكي فعل من خلدوا) مهداة إلى روح أخي الحبيب عبيد حسني محجوب وزوجته الغالية جواهر حجي رحمة الله عليهما وإلى كل الأرواح الغالية التي خرجت ولم تعد وتعلقت بها قلوب أحبتهم ، فوجع الفراق الأبدي يسكن قلوب الأحياء سكنة أبدية حتى يأذن الله بالرحيل ... هذه سنة الحياة؛ فالموت حق، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إن العين لتدمع والقلب ليخشع على فراقك يا ابراهيم) هذا كان حال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما فقد ابنه الوحيد إبراهيم طفلا ملحوظة: الأبيات الشعرية بين الأقواس من بكائية شعرية للشاعر المصري الكبير الورداني ناصف الذي رحل هو أيضا في رمضان الماضي رحمة الله عليه وعلى أمواتنا وأموات المسلمين) كل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك ويرحم اللي ما عاد عليه. هذه العبارة يقولها أهل مكة ترحما على الأموات الذين غيبهم الموت عن الأعياد.