برحيل الأمير نايف بن عبدالعزيز - يرحمه الله - يكون الوطن قد فقد رمزاً خالداً يعتبر من أهم الرجال الذين خدموا الدين وأخلصوا للقيادة والوطن على مدار سنوات طويلة شهدت قفزات هائلة في مجال الأمن بفضل من الله، ثم بفكر الراحل الكبير الذي كان همه الأول أن يعيش الوطن والمواطن في واحة من الأمن والأمان وأقرب الأمثلة تصديه للفكر الإرهابي الضال الذي أراد النيل من أمن بلادنا الغالية، لكن حكمة نايف كانت له بالمرصاد عندما عالجه بالفكر أولاً ولم يجعل المواجهة بالقوة هي العلاج الوحيد، إنما رأى - يرحمه الله - أن المناصحة تكون حلاً أمثل لإعادة الضال إلى الطريق الصحيح الذي يكفل له الاندماج مع المجتمع من جديد ليكون مواطناً فاعلاً في خدمة بلاده وبالتالي عدم التمادي في زعزعة أمن هذه البلاد. وقد تحقق ما كان يخطط إليه - يرحمه الله - في عودة كثير من الضالين إلى رشدهم، كما نجح يرحمه الله في تجنيب البلاد الكثير من الأزمات على الرغم من الظروف العصيبة التي تعيشها كثير من البلدان المحيطة بالمملكة. لكنه بوطنيته وإخلاصه وحسه الأمني وقيادته الحكيمة استطاع أن يرسخ مفاهيم الأمن وأن تحقق وزارة الداخلية في عهده - يرحمه الله - كثيراً من الانجازات المذهلة والتي كانت محل إعجاب الدول العظمى التي رأت في رحيله خسارة كبيرة للأمن العالمي. رحمه الله نايف رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ووفق خلفه الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي يرى فيه الجميع المسؤولية والحكمة والقدرة على القيام بهذه المهمة على أكمل وجه، كيف لا وهو الذي عاصر جميع ملوك هذه البلاد منذ عهد والده المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، لذلك أصبحوا يعتمدون على سموه في كثير من المهمات الصعبة، وقد نجح فيها بفضل حنكته واعتماده على مخزون ثقافي يجعله يلم بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بخدمة الوطن والمواطن. ولا ننسى الرجل المحنك الأمير أحمد بن عبدالعزيز الذي خلف شقيقه الراحل الأمير نايف ونحسب أنه أهلاً للمسؤولية الكبيرة، ويكفينا أنه عاصر كثيراً من مراحل تطور وزارة الداخلية وكان العضد الأيمن والأمين للفقيد الكبير من خلال حكمته وقراءته المميزة لكافة الأحداث الداخلية والخارجية، ومن هنا أصبح الجميع يثقون به ثقة كبيرة ستكون عوناً له بحول الله على الإسهام في بناء الوطن من خلال تولي وزارة الداخلية وقيادة أمن الوطن إلى إنجازات جديدة بحول الله تعالى.