التبول الليلي اللاإرادي أو ما يعرف ببول الفراش هو حالة خروج البول لاإرادياً أثناء النوم ، وهي حالة شائعة عند الأطفال تحدث بنسبة حوالي 5% إلى 10% منهم بعد سن ال 4 سنوات الأولى من العمر. ورغم أن حوالي 15% من تلك الحالات تشفى تلقائياً وبدون أي علاج سنوياً بعون الله عز وجل، إلا أن بعضها يستمر لسن البلوغ بنسبة تتراوح بين 2 إلى 3% وتسبب اليأس والقلق والارتباك والاضطرابات النفسية والعائلية والاجتماعية لهؤلاء الرجال أو النساء المصابين بتلك الحالة المزعجة وقد تصل ببعض المتزوجين لحد الطلاق. الدراسات الحديثة أظهرت أن استمرار تلك الحالة لسن المراهقة والبلوغ يعكس وجود فئة خاصة من بول الفراش التي تمثل نوعاً أشد تعقيداً ومقاومة للمعالجة مع تأثير اجتماعي ونفسي شديد الوطأة. وعلاوة على ذلك تبين أن هنالك ترابطا وثيقا بين فشل المعالجة عند الأطفال واصابتهم بنقص في سعة المثانة واختلال وظيفي فيها، والذي يستمر عبر السنين رغم العديد من العلاجات الفاشلة فينغص حياة المرضى ويؤثر سلباً على جودتها ما يدفع بعضهم بالقبول بها خشية فضح أمرهم وارتباكهم بعرض حالهم على الاخصائي وخجلهم في مناقشتها أو اعتقادهم الخاطئ أنه لا يوجد أي علاج لها. ويجب التفريق بين بول الفراش عند البالغين وبين حالات الاستيقاظ اثناء النوم والتبول بوعي وادراك والتي عادة ماتصيب كبار السن ويكون سببها في الغالب اعتلالات المثانة أو البروستات. عند الحديث عن بول الفراش عند البالغين يجب التمييز بين نوعين منهما: النوع الاول وهو تبول الفراش الليلي اللاإرادي الاولي المستمر وهي الحالة التي تبدأ من الطفولة وتستمر حتى مرحلة البلوغ بدون انقطاع مستمر لأكثر من 6 أشهر. هذه الحالة تشكل 2-3% من حالات بول الفراش عند من جاوزت اعمارهم 18 سنة. والنوع الثاني وهو تبول الفراش الليلي اللارادي الثانوي وهو مايحدث بعد فترة تحكم وجفاف ليلي قد يصل الى سنوات قبل ان يعاود الظهور في او قريبا من سن البلوغ وهو مايشكل الغالبية العظمى عند البالغين. المثانة : وللايضاح ينبغي التنبيه لوظيفة المثانة: حيث يتم تخزين البول المنتج من الكليتين في المثانة البولية بعد مروره بالحالبين. هذه المثانة التي هي عبارة عن عضو مجوف عضلي مرتبط بالاحليل تستطيع تخزين مايقارب 350-500 ملي لتر من البول حتى يحين الوقت المناسب لإخراجه بتحكم مباشر من الدماغ والحبل الشوكي وبتحكم ايضا من الشخص ذاته. حالة شائعة عند الأطفال ما هي أسباب بول الفراش عند البالغين؟ اسباب هذه المشكلة عند البالغين متعددة ويوجد كذلك عند نسبة كبيرة منهم اعراض بولية حتى في فترة الاستيقاظ مما يعني وجود اضطراب وخلل في عمل الجهاز البولي عند هؤلاء. احد اسباب هذه المشكلة هي الوراثة، فقد بينت احدى الدراسات ان احتمالية تبليل الفراش عند الطفل تصل الى 77% اذا كان الأب والأم يعانيان من هذه المشكلة عند الصغر وتصل الى 40% اذا كانت المشكلة عند احدهما فقط وهذه الارقام تنطبق الى سن البلوغ. والسبب الاخر والشائع هو نقص في افراز الهرمون المضاد للتبول ADH والذي عادة يفرز من الدماغ بكميات عالية اثناء النوم تساعد على تقليل انتاج البول من الكليتين اثناء النوم مما يساعد المرء على نوم ساعات الليل دون الحاجة للاستيقاظ للتبول. وتوجد كذلك عدة اسباب اخرى للنوع الاول من هذه المشكلة كما ظهر في دراسة قام بها الدكتور "يونغ" وزملاؤه في الجامعة الصينية في هونغ كونغ على 18رجلاً و 29امرأة مصابين بها تراوحت أعمارهم بين 16و 43 سنة وبناء على الفحوصات والتحاليل الكاملة التي شملت تخطيط سرعة جريان البول واعصاب المثانة والصمام الخارجي الكترونياً وتصوير الجهاز البولي بالأشعة الصوتية أن حوالي 79% من هؤلاء المرضى كانوا يعانون من سلس بولي معتدل أو شديد أي انه يحصل في أكثر من 3 ليال اسبوعياً أو بطريقة مستديمة ليلياً وأن حوالي 38% منهم يشتكون من أعراض بولية أثناء النهار أيضاً. وتبين أن حوالي 93% منهم مصابون بالمثانة العصبية نتيجة انسداد وظيفي في الاحليل أو عنق المثانة بسبب آفة وظيفية في البول أو خلل التنسيق بين المثانة والصمام الخارجي أو عضلات الحوض بنسبة 73% علاوة على ذلك فقد أظهرت تلك الدراسة انسداداً في الإحليل عند رجلين ونقص في سعة المثانة (أقل من 300ميلي ليتر) في 53% من تلك الحالات. وقد اثبتت تلك الدراسة وغيرها من الدراسات العالمية اختلاف أسباب ومزايا تلك الحالة عند الأطفال والبالغين. ومن الاسباب الاخرى للنوع الثاني المذكور اعلاه وجود مرض السكري ، التهابات وحصيات المسالك البولية، الافراط في شرب الشاي والقهوة ، كما توجد بعض الادوية المرتبطة بحصول التبول الليلي اللاارادي مثل الادوية المنومة وبعض الادوية النفسية، كما ان هذه المشكلة قد توجد عند نسبة من المرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس اثناء النوم Obstructive sleep apnea. وخلاصة القول ان النوع الاول من التبول الليلي اللاارادي عند البالغين قد تكون اسبابه محدودة ولايحتاج لإجراء المزيد من الفحوصات قبل البدء بالعلاج لكن النوع الثاني وهو الذي يحدث بعد فترة انقطاع قد تدوم لسنوات يحتاج لإجراء المزيد من الاختبارات والفحوصات لانه قد يكون عارضا لسبب اخطر منه.