قالت شركة جدوى للاستثمار إن سوق الاسهم السعودية شهد نشاطا واضحا خلال الاسابيع الماضي، الامر الذي دفع المتوسط اليومي لقيمة التداول خلال ديسمبر الماضي من 2011م ليصل الى 5.6 مليارات ريال مقابل متوسط 4.5 مليارات ريال في اليوم للعام ككل، حيث سجلت قيم تداول السوق الإجمالية أول نمو لها منذ انهيار السوق عام 2006 مرتفعة بواقع 44.7 بالمائة عن تداولات عام 2010. ورصدت في تقرير اصدرته حول اداء السوق ارتفاع أحجام التداول بصورة واضحة عام 2011 حيث فاقت قيمتها مستويات التداول في كافة الشهور المقابلة في عام 2010، وسجلت ذروتها عقب صرف مكافآت موظفي القطاع العام. كذلك ارتفعت حدة المضاربة وخاصة في القطاعات الصغيرة مثل التأمين والزراعة. وحقق مؤشر الاسهم السعودية ثاني أفضل أداء شهري له خلال 2011 في ديسمبر بفضل ارتفاع أسعار النفط ومكاسب الأسواق العالمية والإعلان عن ميزانية ضخمة والتوقعات بتحقيق الشركات نتائج قوية للربع الرابع من العام، وارتفع بنسبة 5.1 بالمائة خلال ديسمبر وحافظ على زخمه التصاعدي طيلة أيام التداول الأولى من العام الجديد. وسجل سوق الأسهم في ديسمبر 2011 ثاني أفضل أداء له خلال العام في تكرار لنفس نمط العام السابق 2010م. وسجلت مشتريات المستثمرين الأجانب من خلال اتفاقيات مبادلة ارتفاعاً طفيفاً في ديسمبر، وبلغت مبيعاتهم لمجمل عام 2011 نحو 1.2 مليار ريال. وأثقلت الأحداث الإقليمية والعالمية على مؤشر الاسهم السعودية «تاسي» عام 2011 رغم الإنفاق الحكومي الضخم من خلال الحزم الإضافية، حيث انخفضت قيمته بنسبة 3.1 بالمائة. رغم ذلك يعتبر « تاسي» أحد أفضل الأسواق على مستوى المنطقة كما فاق أداؤه معظم الأسواق العالمية. وانخفض «تاسي» بنسة 3.1 بالمائة خلال عام 2011 مسجلاً أول انخفاض سنوي له منذ عام 2008م ورغم تفوق أدائه على معظم أسواق المنطقة.. وكذلك معظم الأسواق العالمية، في تباين لما جرت عليه العادة في السنوات الأخيرة. وارتفعت أحجام التداول بصورة واضحة عام 2011 وفاقت قيمتها مستويات التداول في كافة الشهور المقابلة في عام 2010، وشكلت التداولات في قطاع التأمين نحو 18 بالمائة من إجمالي قيمة التداولات عام 2011، رغم أن قيمة هذا القطاع لا تمثل سوى 2 بالمائة فقط من القيمة الإجمالية للسوق، بينما شكلت تداولات البتروكيماويات الذي يعتبر أكبر قطاعات السوق نحو 30 بالمائة من إجمالي التداولات، وشكلت تداولات المصارف ثاني أكبر قطاع نحو 7 بالمائة فقط منها، وحققت القطاعات الأصغر في السوق بصفة عامة أعلى نمو في مستويات السيولة في إشارة إلى أنشطة المضاربة. وانخفض مكرر الربحية في مؤشر «تاسي» خلال 2011 لكنه لا يزال يبدو مرتفعاً إلى حد ما مقارنة بالكثير من الأسواق الأخرى، كما هبط مكرر الربحية لمعظم قطاعات السوق وهناك تغيير طفيف في ترتيب القطاعات. وانخفض مكرر الربحية إلى 12.4 مرة في نهاية عام 2010 في وقت شهدت فيه معظم الأسواق العالمية تراجعات مشابهة، ورغم النتائج القوية للشركات المدرجة لا يبدو تاسي مغرياً على أساس التقييم النسبي. ولم يطرأ تغيير كبير على ترتيب القطاعات من حيث مكرر الربحية مقارنة بترتيبها في نهاية عام 2010م ، وجاءت عوائد أرباح السوق السعودي معتدلة في المتوسط مقارنة بالأسواق الأخرى بحيث لا تزال مغرية للمستثمرين.