اعلنت وسائل الاعلام الرسمية الكورية الشمالية الاثنين ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-ايل الذي يعاني منذ سنوات وضعا صحيا متدهورا، توفي السبت الماضي، وان نجله الاصغر كيم جونغ-اون اختير خلفا له. وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان الزعيم الكوري الشمالي البالغ من العمر 69 عاما "توفي نتيجة ارهاق فكري وجسدي كبير. واضافت الوكالة ان كيم، الذي سبق ان اصيب بجلطة دماغية عام 2008 حدت من قدرته على الحركة بشكل كبير، توفي جراء "ازمة قلبية" المت به داخل قطاره خلال احدى تنقلاته الميدانية، مشيرة الى ان تشريحا لجثته حصل الاحد. وتم تحديد 28 كانون الاول/ديسمبر موعدا لتشييعه في بيونغ يانغ. واعلنت السلطات الكورية الشمالية الحداد من 17 الى 29 كانون الاول/ديسمبر. كما اعلنت الوكالة انه تم اعلان النجل الاصغر للزعيم المتوفى كيم جونغ-اون المولود عام 1983 او 1984 لخلافة والده، واصفة اياه ب"الخليفة الكبير" لوالده. ويكرس اعلان كيم جونغ-اون خلفا لوالده مبدأ السلالة الحاكمة الشيوعية الوحيدة في التاريخ، وقد تدرج هذا الشاب، الذي يقل عمره عن 30 عاما، خلال السنوات الفائتة في السلطة وتسلم اعلى المراتب العسكرية والسياسية. الزعيم المتوفى حكم كوريا الشمالية بقبضة من حديد منذ 1994 وترك لخلفه ابنه الاصغر كيم جونغ اون اقتصادا يحتضر في بلد شهد مجاعة مميتة ونقصا متكررا في المواد الغذائية. سيئول ترفع حالة التأهب .. وواشنطن تراقب الوضع عن كثب وتشهد كوريا الشمالية نقصا حادا مزمنا في الغذاء.ويقول صندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونسيف) ان ثلث اطفال البلد يعانون من سوء التغذية. وكان الوضع الصحي للزعيم الكوري الشمالي يعتبر من اسرار الدولة، وكذلك سيرته الذاتية التي اضحت اقرب الى الاسطورة. وتوالت ردود الفعل الاقليمية والعالمية على وفاة زعيم النظام الستاليني. ففي سيئول، وضعت كوريا الجنوبية جيشها في حالة تأهب وعززت الرقابة على حدودها مع كوريا الشمالية، كما طلبت من حليفتها واشنطن التي تنشر 28500 جندي اميركي على اراضي كوريا الجنوبية تعزيز المراقبة عبر الاقمار الاصطناعية والطائرات، بحسب ما اوضح متحدث باسم رئاسة اركان الجيش الكوري الجنوبي. والغى الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك كل التزاماته ومواعيده ودعا الى اجتماع لمجلس الامن الوطني في "البيت الازرق"، اسم القصر الرئاسي في سيول. من جهتها وفي اعلان مفاجئ اعربت الحكومة اليابانية عن تعازيها لبيونغ يانغ اثر اعلان زعيم البلد الذي لم تقم طوكيو علاقات دبلوماسية معه ابدا. من جانبه اعلن وزير الدفاع الياباني ياسيو ايشيكاوا عدم رصد اي تحرك مشبوه من جانب الجيش الكوري الشمالي. وقال عقب اجتماع امني "طلبت (من القادة العسكريين) جمع معلومات والبقاء متيقظين"، مضيفا "لم يتم ابلاغي باي امر غير اعتيادي". بدروه بحث الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال اتصال هاتفي مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك الاثنين في التعاون الامني الوثيق بين واشنطن وسيول بعد الاعلان عن وفاة زعيم كوريا الشمالية. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان اوباما "جدد التأكيد على التزام الولاياتالمتحدة القوي ضمان استقرار شبه الجزيرة الكورية وامن حليفتنا القريبة الجمهورية الكورية". واضاف البيت الابيض ان "الزعيمين اتفقا على البقاء على اتصال وثيق بينهما واصدر كل منهما اوامره لاجهزته المسؤولة عن الامن القومي بمواصلة التنسيق الوثيق بين الطرفين". وكان البيت الابيض اعلن ان الولاياتالمتحدة تراقب "من كثب" الوضع اثر اعلان وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-ايل، مؤكدا رغبة واشنطن في "استقرار" شبه الجزيرة الكورية. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان ان "شعب كوريا الشمالية في حالة حداد رسمي بعد وفاة كيم جونغ ايل. ونحن ندرك ان هذه اوقات صعبة بالنسبة لهم". واضاف ان وفاة الزعيم الكوري الشمالي "يمكن ان تكون نقطة تحول بالنسبة لكوريا الشمالية". وتابع "نأمل في ان تدرك قيادتهم الجديدة ان الدخول في حوار مع المجتمع الدولي هو الامر الذي يمكن ان يوفر لهم افضل امكانية لتحسين حياة الشعب الكوري الشمالي". كما دعا الدولة النووية التي تعاني من المجاعة الى "العمل من اجل السلام والامن في المنطقة وان تقوم بالخطوات الضرورية لاستئناف المحادثات السداسية لنزع اسلحة شبه الجزيرة الكورية".